وأقول: لقد ظننتَ، فأبعدت فى ظنك، ولم توافق الصواب: أن قول أبى عيسى الترمذى عن حديث ((غريب)) أنه حكم منه عليه بالضعف!. وأول من يرد عليك هذا الظن هو أبو عيسى ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب المغفرة ـ نفسه. ووالله، إنى لأتعجب كثيراً من هذه الأحكام التى تلقى جزافاً من غير إستقراء ولا تدبر!!، وأعجب أكثر حين تُجعل تأويلات المتأخرين أحكاماً خاطئة تحرف بها مصطلحات النقاد المتقدمين كالبخارى والترمذى ونظرائهما. ولا أزال أضحك لهذه المقالة: أن قول الترمذى ((حديث غريب)) يعنى الحكم عليه بالضعف، فماذا أفادك إذن درس المصطلح؟!.
هذا الذي جعلني أقول إن ذلك الحكم لم يكن مجازفة فأرجو المعذرة سلَّمك الله.
آخر دراسة صدرت عن أحكام الترمذي في جامعه _ حسب معرفتي _ هي رسالة الدكتور عداب الحمش والتي كانت بعنوان ((الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية))
تقع في ثلاثة مجلدات
وقد تكلم عن هذا المصطلح في ((1/ 427)
قال: أطلق الترمذي مصطلحات متعددة كلها تدل على الغرابة والتفرد، وقبل عرض هذه المصطلحات يحسن عرض رأي الترمذي في مفهوم الغريب، واستعراض خلاصة الجهود السابقة في الموضوع، حتى لا نقع في تكرار أو إنكار، ويحسن أن أعرض أوجه الغرابة عند الترمذي في مسائل:
المسألة الأولى: رواية الحديث من وجه واحد
(ثم ذكر كلام الترمذي عن حديث أبي العشراء)
المسألة الثانية: زيادة الراوي ألفاظا في المتن
(ثم ذكر حديث مالك الذي ذكرته أنت)
المسألة الثالثة: استغراب راو في السند
(ثم ذكر حديث أبي موسى الذي ذكرته أنت)
وذكر بعد ذلك (1/ 441 - 442) نتائج رسالة علمية لأحد تلاميذه وكانت بعنوان (الحديث الغريب - مفهومه وتطبيقاته في جامع الترمذي)
وقال إنه يوافقه فيما وصل إليه من نتائج
حيث ذكر أن الترمذي حكم على (1081) بالغرابة وأن معناها التفرد بقسميه المطلق والنسبي
وكانت هذه الأحكام على أقسام
منها ما هو مطلق عن أي قيد.
ومنها ما هو مقرون بمصطلح الصحة والحسن او أحدهما.
ومنها ما هو تفسير للغرابة، أو قيود إضافية في الحكم على الحديث.
وقال إنه لم يدرس ما أطلق عليه غريب مع الوصف بالصحة أو الحسن لأن الغرابة هنا إشارة وصفيَّة وليست عليَّة، إذ لو كانت علَّة لما صحح الحديث وحسَّنه ...
ثم قال: لقد كانت أحاديث مصطلح ((غريب)) كلها ضعيفة عند الترمذي إلاَّ خمسة أحاديث
أحدها أخرجه الترمذي والبخاري ومسلم
والآخر أخرجه الترمذي ومسلم
بالإضافة إلى ثلاثة أحاديث خالف المزِّي الجماعة في نقل حكم الغرابة عليها، وكان الصواب مع الشيخين ...
انتهى ملخصا
*********
والقول بأن مقصود الترمذي بقول ((غريب)) دون أي قيد يعني به ((ضعيف)) هو قول شيخنا عبدالله السعد وفقه الله وغيره.
وهو يشرح الترمذي منذ سنوات ولا أدري هل انتهى منه أم أنَّه قارب على الانتهاء.
وأنا قلت في مشاركة سابقة إن الترمذي ضعَّف هذا الحديث بقوله ((غريب)) على هذا الأساس، لأنها غير مقيَّدة بحال
فالحديث لم يختلف فيه على الصحابي أو رجل في الإسناد أو غيرها مما يقيد به الترمذي بعض الروايات التي يقول عنها
((غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث فلان)) أو ((غريب إنما نعرفه مرفوعا من حديث فلان)) أو ((حديث فلان غريب، لا نعرفه إلا من حديثه)) أو غيرها من التقييدات كالوصف بالغرابة مع الصحة أو الحسن كما بينت وفقك الله
فإن كان هناك اتفاق على أن قول الترمذي ((غريب)) دون أي قيد أو تفسير يعني به ((ضعيف)) فالحمد لله، وإن كان عندك بيان آخر أو إيضاح لمعنى هذا الاصطلاح فأفدني بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 04 - 04, 03:06 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
الشيخ أبا محمد وفقه الله
أنا أناقشك لأستفيد من علمك، وقد أخبرتك من قبل أني طويلب علم أو تلميذ يناقش شيخا فاضلا.
آخر دراسة صدرت عن أحكام الترمذي في جامعه _ حسب معرفتي _ هي رسالة الدكتور عداب الحمش والتي كانت بعنوان ((الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية))
تقع في ثلاثة مجلدات
والقول بأن مقصود الترمذي بقول ((غريب)) دون أي قيد يعني به ((ضعيف)) هو قول شيخنا عبدالله السعد وفقه الله وغيره.
وهو يشرح الترمذي منذ سنوات ولا أدري هل انتهى منه أم أنَّه قارب على الانتهاء.
فإن كان هناك اتفاق على أن قول الترمذي ((غريب)) دون أي قيد أو تفسير يعني به ((ضعيف)) فالحمد لله، وإن كان عندك بيان آخر أو إيضاح لمعنى هذا الاصطلاح فأفدني بارك الله فيك
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
الأخ المبارك / خالد بن عمر
جزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليَّ وعليك بالعلم النافع، وبصَّرنى وإيَّاك بمواقع الصواب.
أنا يا أخى الكريم لا أنكر جهود نبغاء وفضلاء زمننا فى دراسة ما يتعلق بـ ((جامع الترمذى)) ومصطلحاته، وإن كنت أرى أنها عزيزة، بل نادرة، وهذا ما حدا بى إلى الاهتمام بدراسته أكثر من غيره من ((الكتب الستة))، وأنا لا أدعى ما ليس لى، وربما أفرغ قريباً جداً من كتابى ((مشارق الأنوار ومطالع الأسرار ببيان مصطلحات الترمذى على الأحاديث والأخبار)).، وسأنشر هذه الدراسة على هذا الملتقى المبارك تباعاً إن شاء الله تعالى. فسل الله لىَّ التوفيق، وفقنى الله وإيَّاك لكل خير