تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث المغيرة بن شعبة فى ((المسح على الخفين))]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 05:51 م]ـ

الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم أفضل خلق الله.

وبعد. فهذا جوابٌ عن حديث المغيرة بن شعبة فى المسح على الخفين، إن لم يصح لشذوذه المانع من ثبوته وعدم حجيته، فكيف صحَّ العمل بمعناه على ما ذهب إليه أكثر أهل العمل، وقال أبو عيسى الترمذى: ((وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَقُ. قَالُوا: يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ))؟.

(أولاً) بيان الحديث ووجه شذوذه

************************

أخرج ابن أبى شيبة (1/ 171/1973و7/ 309/36353)، وأحمد (4/ 252)، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (398)، ومسلم ((التمييز)) (ص202)، وأبو داود (159)، والترمذى (99) والنسائى ((الكبرى)) (1/ 92/130)، وابن ماجه (559)، وابن خزيمة (198)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 465/488)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 97)، والعقيلى ((الضعفاء)) (2/ 327)، وابن حبان (1338)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 415/996) و ((الأوسط)) (3/ 112/2645)، وابن حزم ((المحلى)) (2/ 82)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 283)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (248) من طرق عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ الأَوْدِيِّ ـ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ ـ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ.

وقد رواه عن الثورى: عبد الله بن المبارك، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، وزيد بن حباب، وعبيد الله الأشجعى، إلا أن أبا عاصمٍ قال فى حديثه ((جوربيه ونعليه)).

قال أَبو عِيسَى الترمذى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَقُ. قَالُوا: يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَعْلَيْنِ، إِذَا كَانَا ثَخِينَيْنِ)).

قَال أَبو عِيسَى: سَمِعْت صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيَّ قَال سَمِعْتُ أَبَا مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، وَعَلَيْهِ جَوْرَبَانِ، فَمَسْحَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ قَالَ: فَعَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ أَكُنْ أَفْعَلُهُ مَسَحْتُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَهُمَا غَيْرُ مُنَعَّلَيْنِ)).

قلت: والحديث بهذا الإسناد غريب، لم يروه عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة غير أبى قيس، تفرد به عنه الثورى. ورجاله ثقات كلهم، الثورى فما فوقه. وهزيل بن شرحبيل، وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأوديان، احتج بهما البخارى فى ((صحيحه) فأخرج لهما أصلين:

[الأول] فى ((كتاب الفرائض)) (6736): حَدَّثَنَا آدَمُ ثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا أَبُو قَيْسٍ سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ؟، فَقَالَ: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلابْنَةِ النِّصْفُ، وَلابْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلأُخْتِ، فَأَتَيْنَا أَبَا مُوسَى، فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير