تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الثانى] فيه أيضاً (6753) قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ ـ يعنى ابن مسعود ـ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الإِسْلامِ لا يُسَيِّبُونَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُسَيِّبُونَ.

وبهذا الاعتبار ـ يعنى بالنظر إلى جودة سنده ـ، صحَّحه أبو عيسى الترمذى.

ووافقه على تصحيحه: ابن خزيمة، وابن حبان، وطائفة ممن دونهما. وخالف هؤلاء جماعة من رفعاء الأئمة وكبرائهم، فقضوا بشذوذ الحديث لتفرد أبى قيسٍ به، ومخالفته عامة الرواة عن المغيرة: أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وقالوا: هذا هو المحفوظ عنه، وما عداه فهو منكر أو شاذ.

قال الإمام مسلم ((التمييز)) (ص204): ((أخبرنى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ عَنْ عَلِيِّ بْنُ الْحَسَنِ بن شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: عرضت هَذَا الْحَدِيْث – يعني حَدِيْثَ المغيرةِ من رِوَايَة أبي قَيْسٍ – عَلَى الثوري، فَقَالَ: لَمْ يجئ بِهِ غَيْرُه، فعَسَىَ أنْ يَكُوْن وهماً)).

وقال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 366/5612): ((حدَّثت أبي بحديث الأشجعي ووكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن المغيرة بن شعبة قال: مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ. قال أبي: ليس يروى هذا إلا من حديث أبي قيس. قال أبي: أبى عبد الرحمن بن مهدي أن يحدِّث به، يقول: هو منكر ـ يعني حديث المغيرة هذا ـ لا يرويه إلا من حديث أبي قيس)).

وقَالَ أَبو دَاود: ((كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ الْمَعْرُوفَ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).

وقَالَ أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ النسائى: ((مَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا قَيْسٍ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَالصَّحِيحُ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).

وقال أبو بكر البيهقى ((السنن الكبرى)) (1/ 284): ((أخبرنا أبو سعيد عثمان بن محفوظ الفقيه الجنزروذي ثنا أبو محمد يحيى بن منصور قال: رأيت مسلم بن الحجاج ضعَّف هذا الخبر، وقال: أبو قيس الأودي، وهزيل بن شرحبيل لا يحتملان هذا، مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا ((مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ) وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس، وهزيل. فذكرت هذه الحكاية عن مسلمٍ لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، فسمعته يقول: علي بن شيبان يقول سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك؟، فقال سفيان: الحديث ضعيفٌ أو واهٍ أو كلمةً نحوها.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: حدثت أبي بهذا الحديث، فقال أبي: ليس يروي هذا إلا من حديث أبي قيس، وقال: أبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث به، يقول: هو منكر.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن محمد الإسفرائيني أنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني: حديث المغيرة بن شعبة في المسح، رواه عن المغيرة: أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنه قال: ومسح على الجوربين عدا الناس.

وأخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد ثنا أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل بن غسان قال: سألت أبا زكريا يحيى بن معين عن هذا الحديث؟، فقال: الناس كلهم يروونه ((على الخفين)) غير أبي قيس)).

وقال أبو الحسن الدارقطنى فى ((العلل)) (7/ 112/1240)، وسئل عن هذا الحديث: ((وهو مما يُغمز عليه به ـ يعنى أبا قيسٍ ـ، لأن المحفوظ عن المغيرة: المسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير