تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(الرابع) وقال ((كتاب المغازى)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً)).

(الخامس) وقال ((كتاب النكاح)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)).

فهذه جملة أحاديث عثمان بن الهيثم البصرى المسندة الموصولة فى ((الجامع الصحيح)) وكلها قد توبع عليها ولم يتفرد، مما يدل على:

(أولاً) ضبطه وحفظه وموافقته فى الأغلب للحفاظ من أصحاب: ابن جريج، وعوف الأعرابى.

(ثانياً) انتقاء إمام المحدثين لأحاديثه التى أتقنها وضبطها ولم يُخالفْ عليها، ومجانبته أوهامه وما أخطأ فيه، وخالف سائر الحفاظ الأثبات.

وبهذين الاعتبارين، جزم إمام المحدثين بصحة تعليق حديثه عن أبى هريرة السالف، سيما وقد توبع عليه، كما سيأتى بيانه.

وأما قول أبى حاتم عنه: صدوق كان يتلقن بآخرة، وقول الدارقطني: كان صدوقا كثير الخطأ، فأعدل وأحكم دلالة لمعناهما أنه ينبغى تمييز صحيح حديثه من سقيمه، وأعرف الناس بذلك البخارى، فهو من قدماء شيوخه، وقد سبر أحوالهم، وعرف أقدارهم، وميز أحاديثهم، فحمل منها أصحها، وجانب ضعافها وما يُنكر منها.

ونزيدك بياناً وإيضاحاً لهذه الدلالة، بذكر أربعة أحاديث مما أنكروا على عثمان بن الهيثم البصرى، فجانبها إمام المحدثين:

(الأول) أخرج الطبرانى ((الكبير)) (7/ 225/6937) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز والفضل بن الحباب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان القردوسي عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).

وأخرجه الحاكم (4/ 408) من طريق محمد بن يحيى بن المنذر ومحمد بن غالب بن حرب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).

قلت: وهذا منكر من حديث أبى هريرة، ومحفوظ من حديث سمرة، وكأن عثمان بن الهيثم كان يخطئ فيه أحياناً.

(الثانى) أخرج البيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 118/1345) من طريق السري بن خزيمة نا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال، وعنده صبرة من تمر، فقال: ((ما هذا يا بلال) قال: تمر ادخرته، قال: ((أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش أقلالا)).

قال أبو بكر: ((خالفه روح بن عبادة، فرواه عن عوف عن محمد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد تمرا ادَّخره ... فذكره مرسلاً)) اهـ.

(الثالث) أخرجته بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية ((جزء بيبى)) (111) من طريق عباد بن الوليد بن يزيد الغبري حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدا لله لا يحبه إلا لله عزَّ وجلَّ، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إيَّاها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه يكاد أن يخفيها من شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت امرأة نفسها عليه ذات جمال ومنصب فتركها لجلال الله عز وجل، ورجل كان في سرية قوم فالتقوا العدو فانكشفوا فحمى أدبارهم حتى نجا ونجوا واستشهد)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير