تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:41 م]ـ

[بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))]

قال أبو داود ((السنن)) (3383): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا)).

وأخرجه كذلك الدارقطنى (3/ 35/139)، والحاكم (2/ 52)، والبيهقى (6/ 78)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 401) من طريق محمد بن الزبرقان أبى همام عن أبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره.

قلت: والحديث بهذا الإسناد يذكر فى الوحدا ن، فليس فى ((الكتب الستة)) بهذا الإسناد غير هذا الحدبث، تفرد بتخريجه أبو داود، وليس لأبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة غيره.

وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).

فتعقبه الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((إرواء الغليل)) (5/ 288/1468) بقوله:

((وأقول: بل ضعيف الإسناد، وفيه علتان:

(الأولى) الجهالة، فإن أبا حيان التيمى اسمه يحيى بن سعيد بن حيان. وأبوه سعيد، أورده الذهبى فى ((الميزان)) وقال: ((لا يكاد يُعرف، وللحديث علَّة)). وأما الحافظ، فقال فى ((التقريب)): ((وثََّقه العجلى)).

قلت: وهو من المعروفين بالتساهل فى التوثيق، ولذلك لم يتبن الحافظ توثيقه، وإلا لجزم به فقال: ((ثقة))؛ كما هى عادته فيمن يراه ثقة، فأشار إلى هذا لأنه ليس كذلك عنده، بأن حكى توثيق العجلى له.

(الثانية) الاختلاف فى وصله. فرواه ابن الزبرقان هكذا موصولاً، وهو صدوق يهم كما قال الحافظ، وخالفه جرير فقال ((عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره)) أخرجه هكذا الدارقطنى من طريق لوين محمد بن سليمان، ثم قال: ((لم يسنده أحد إلا أبو همام وحده)).

قلت: وأبو همام فيه ضعفٌ، ولعل مخالفه جرير، وهو ابن عبد الحميد الضبى خير منه، فقد ترجمه الحافظ: ((ثقة صحيح الكتاب، وقيل: كان فى آخر عمره يهم من حفظه)). وجملة القول أن الحديث ضعيف، للاختلاف فى وصله وإرساله، ولجهالة راويه)) اهـ.

وأقول: والشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ مسبوق بهذا التعليل والتضعيف، بما ذكره العلامة أبو الحسن بن القطان فى كتاب ((الوهم والإيهام)). ونص عبارة ابن القطان: ((وهو حديث يرويه أبو حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة. وأبو حيان هو يحيى بن سعيد بن حيان أحد الثقات، ولكن أبوه لا يُعرف حاله، ولا يُعرف من روى عنه غير ابنه. ويرويه عن أبى حيان: أبو همام بن الزبرقان. وحكى الدارقطنى عن لُوين أنه قال: لم يسنده غير أبى همام، ثم ساقه من رواية أبى ميسرة النهاوندى ثنا جرير عن أبى حيان عن أبيه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرسل)) اهـ كما فى ((نصب الراية)) للحافظ الزيلعى.

قلت: وهذا الذى ذكره أبو الحسن بن القطان فى إعلال الحديث مشهور مستفيض عنه، نقله عنه الكثيرون من الحفاظ، كالحافظ ابن الملقن ((خلاصة البدر المنير)) (2/ 93)، والحافظ عمر بن على الوادياشى ((تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج)) (2/ 271)، والحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (3/ 49)، والحافظ المناوى فى ((فيض القدير)) (2/ 308)، والأمير الصنعانى فى ((سبل السلام)) (3/ 46)، والقاضى الشوكانى فى ((نيل الأوطار)) (5/ 390)، وشمس الحق العظيم آبادى فى ((عون المعبود)) (9/ 170) وغيرهم، إلا أن الحافظ ابن الملقن الشافعى تعقبه بقوله: ((أعله ابن القطان بما بان أنه ليس بعلة))، وكذا قال الحافظ الوادياشى الأندلسى.

قلت: وهو كما قالا، والحديث صحيح ولا عبرة فى تضعيفه للوجوه الآتية:

(أولاً) سعيد بن حيان التيمى الكوفى، والد يحيى بن حيان، لا يتوجه القول بتضعيفه بمجرد القول: ((لا يكاد يُعرف))، فإنها ليست من عبارات التضعيف، كما هو معروف فى ((قواعد الجرح والتعديل)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير