تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى ((رياض الصالحين))]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:42 ص]ـ

[حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى ((رياض الصالحين))]

تابع المقال السابق على الوصلة التالية:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17912

وذكر أبو زكريا النووى فى كتابه البديع ((رياض الصالحين))

3: باب الصبر

(43) عن أنس رضى الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). وقالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)).

رواه الترمذى، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وذكره حسان عبد المنان فى ذيل ((تهذيب رياض الصالحين)) له، وضعَّفه براويه عن أنس: سعد بن سنان الكندى، فقال: ((سعد بن سنان هذا منكر الحديث، قاله ابن سعد والنسائى وابن حبان. وقال الجوزجانى: أحاديثه واهية. وقال الإمام أحمد: تركت حديثه لأنه مضطرب غير محفوظ. وقال مرة اخرى: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس. قلت: فلا عبرة بتوثيق ابن معين وحده، لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة)) كذا قال بنصه.

قلت: ولنا أولاً وقفة مع قول الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ ((لا عبرة بتوثيق ابن معين) فأقول: هل سبقك أحد من الأئمة المؤتسى بأقوالهم وأحكامهم إلى مثل هذه العبارات، التى تحمل فى طياتها كبراً وعلواً وآنفة عن قبول الحق من أهله وأعرف الناس به، ونصحيتى لك، ولجميع نبغاء الوقت وشيوخ العصر: رفقاً بأنفسكم وبنا، فقد أنهكتنا أمراض الزهو والكبر والغرور والخيلاء، وفاتنا الكثير من واجب التوقير والإحترام لرفعاء الأئمة، وكبراء علماء الأمة. ولن أسترسل مع خواطرى فى هذا المعنى، لكى لا أخرج عن المقصود هاهنا، ولكنى أنصح طلبة العلم، وشيوخ العصر قبلهم؛ بقراءة كتاب أخى وحبيبى فى الله الشيخ محمد إسماعيل السكندرى ((حرمة أهل العلم))، فقد أوفى على الغاية. ثم ثانياً: أين أمانة النقل وتحرى الصدق، فقد نسبت الإمام ابن حبان إلى تضعيف سعد بن سنان، وليس كما زعمت، فالإمام ابن حبان ممن وثقه، كما سيأتى بيانه بالنقل الصحيح من كتابيه ((الثقات)) و ((مشاهير علماء الأمصار)).

والقصد الآن: بيان الرد على تضعيف حدبث أنس المذكور:

والذى أخرجه الترمذى (2396) قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)).

قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).

وأخرج الأول كذلك أبو يعلى (7/ 247/4254،4255)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 355)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (180) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، ... )) الحديث.

وأخرجه الحاكم (4/ 651) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير