3 - نلاحظ أن الحديث الذي في صحيح مسلم لم يأمر بالتمسك بالثقلين الكتاب و أهل البيت، إنما خص التمسك فقط بالكتاب و أن فيه الهدى و النور. ثم وصى بأهل البيت. و المراد رعايتهم و إعطاؤهم حقوقهم و إكرامهم لمكانتهم من النبي ?. و هذا مما يشير إلى خطأ بعض الرواة في اللفظ، فظن أن التمسك بالثقلين، فرواه باللفظ الآخر: تركت فيهم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا .. الحديث. و مما يدل على نكارة لفظه: حديث جابر في صحيح مسلم أيضاً، حيث لم يذكر به إلا كتاب الله وحده.
قال شيخ الإسلام منهاج السنة النبوية (7\ 318): «والحديث الذي في مسلم –إذا كان النبي ? قد قاله– فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله. وهذا أمرٌ قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك. وهو لم يأمر باتباع العترة، لكن قال "أذكّركم الله في أهل بيتي". وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم. وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم. فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمرٌ يشرع نزل إذ ذاك، لا في حق علي ولا غيره، لا إمامته ولا غيرها. وليس هذا من خصائص علي بل هو مساوٍ لجميع أهل البيت: علي وجعفر وعقيل وآل العباس. وأبعد الناس عن هذه الوصيّة الرافضة! فإنهم –من شؤمهم– يعادون العباس وذريته. بل يعادون جمهور أهل بيت النبي ? ويعينون الكفار عليهم، كما أعانوا التتار على الخلفاء من بني العباس. فهم يعاونون الكفار ويعادون أهل البيت. وأما أهل السنة فيعرفون حقوق أهل البيت ويحبونهم ويوالونهم ويلعنون من ينصب لهم العداوة».
4 - هو مخالف للقرآن. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء:59).
5 - نلاحظ أن الإسناد كوفي! والحديث في فضائل أهل البيت. وقد قال ابن عدي في الكامل (2\ 218): «الغالب في الكوفيين التشيّع». فهذه جعلها الإمام أحمد بن حنبل علة للحديث إذ قال للأثرم: «أحاديث الكوفيين هذه مناكير».
6 - الحديث لم يأت لا في الصحيحين ولا السنن ولا المسانيد وإنما جاء في معجم الدارقطني. وهذه علة قل من ينبه عليها.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 04 - 04, 04:56 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله هذه تعليقات يسيرة على ما كتبتموه حول هذا الحديث وهي باختصار مكونة من عدة مسائل ا
المسألة الأولى:قال شيخ الإسلام رحمه الله:
: فما تحبون أهل البيت؟ قلت: محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بغَدِير يدعى: خمّا، بين مكة والمدينة فقال: (أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه)، فذكر كتاب اللّه وحض عليه، ثم قال: (,,وعترتي أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي). قلت لمقدم: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد). قال مقدم: فمن يبغض أهل البيت؟ قلت: من أبغضهم فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفًا ولا عدلا.
وقال أيضا: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي
المسألة الثانية: سماع أبي الضحى مسلم بن صبيح من زيد بن أرقم نقول أن الأصل هو السماع كما قال مسلم رحمه الله وتأتي الاحتمالات عندما نجد إماماً آخر يعارض هذا الكلام بأن ينفي السماع فعند ذلك يأتي الترجيح
والصواب هو السماع لعدة أمور:
1 - إذا كان أبو الضحى سمع من ابن عباس رضي الله عنه وقد مات سنة 68 في الطائف وأبو الضحى كوفي فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم الكوفي رضي الله عنه المتوفى سنة 68 كما قال ابن سعد وقيل سنة 66 كما قال خليفة بن خياط خاصة أن مسلم بن صبيح لم يذكر عنه التدليس والأصل هو السلامة من ذلك!
¥