2 - قد روى أبو الضحى عن علقمة بن قيس النخعي عالم الكوفة ومقرئها وقد توفي سنة 61 وقيل 62 وقيل غير ذلك (السير4/ 61) وكانت وفاته قبل وفاة زيد بن أرقم رضي الله عنه فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم رضي الله عنه وقد توفي بعد علقمة النخعي رحمه الله
3 - أن أقران أبي الضحى مثل أبي اسحاق السبيعي والشعبي وإبراهيم النخعي وغيرهم سمعوا من صغار الصحابة رضوان الله عليهم والمعمرين منهم وخاصة زيد بن أرقم رضي الله عنه علما بأن أبا إسحاق السبيعي توفي سنة 127وقيل 126 أي بعد أبي الضحى بسبع وعشرين سنة وهو ابن تسعين سنة! والشعبي مات سنة 104 وقيل 105 وقيل غير ذلك وقد بلغ 82سنة! ومات النخعي رحمه الله وله سبع وخمسون سنة سنة96! ومات أبو الضحى سنة 100وكان كثير الحديث
روى جرير عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان الشعبي وإبراهيم وأبوالضحى يجتمعون في المسجد يتذاكرون الحديث فإذا جاءهم شيء ليس فيه عندهم رواية
رموا إبراهيم بأبصارهم. السير (4/ 522)
قال أبو حصين رأيت الشعبي وإلى جنبه مسلم بن صبيح فإذا جاء شيء قال الشعبي: ماترى ياابن صبيح؟ تهذيب التهذيب (4/ 70)
قلت: وهذا يدل على عظم منزلته عند الإمام الشعبي رحمه الله وواضح من ترجمته أنه كان من كبار علماء الكوفة، وقد روى عنه الأعمش ومنصور بن المعتمر وفطر بن خليفة وعمرو بن مرة والحسن بن عبيد الله وأبو حصين الأسدي وغيرهم
المسألة الثالثة (وهي رد على كلام الأخ الفاضل محمد الأمين)
:أولاً: لم يُذكر عن أبي الضحى التشيع ولو كان فيه شيء من ذلك لذكر ذلك في ترجمته والأصل هو السلامة من ذلك وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع
وتحقق ذلك في أفراد الكوفيين يحتاج إلى إثبات لأن هناك من الكوفيين لم يتشيع أمثال: طلحة بن مصرف اليامي وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو وائل شقيق بن سلمة على خلاف في ذلك وزر بن حبيش قيل أنه كان فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه الثقات للعجلي (1/ 625) وهناك أيضا شمر بن عطية وثقه النسائي ولكنه عثماني غال كما قال الذهبي في الميزان
ثانيا: التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر
قال ابن تيمية رحمه الله: مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من باب الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة 000الخ العقيدة الواسطية
قال الذهبي رحمه الله: ليس تفضيل علي (على عثمان) برفض ولا هو بدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من علي وعثمان ذو فضل وسابقة 000ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير 00الخ
السير (4/ 166) قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً. تاريخ بغداد (9/ 270)
والكلام في مسألة التشيع يطول لكن حسبي ما نقلته عن ابن تيمية رحمه الله والذهبي
قال أحمد شاكر رحمه الله: والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم ويرى كثيرا منهم لايوثق بأي شيء يرويه 0000فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة 000الخ
الباعث الحثيث. (95)
قلت: أكثر أحاديث فضائل آل البيت إنما جاءت عن طريق الكوفيين فهل نرد حديث هؤلاء الثقات الأثبات بدعوى أنهم شيعة؟! لاأظن أن أحدا يقول بذلك!
قال العجلي: كان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذوكان زيد يشرب ومات طلحة بن مصرف فأوصى إلى زبيد!! ز الثقات (480)
وهذا منصور بن المعتمر الكوفي رحمه الله رمي بالتشيع كما قال العجلي ولكن مع ذلك لم نجد أحدا قدح في صدقه وعدالته
¥