تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 03 - 09, 09:07 م]ـ

أقول وبالله التوفيق: /

بحكم تخصصي في الكتابة عن الأنساب عامة وأنساب جهينة خاصه؛ قد شدني هذا الحديث الذي في الصحيحين والإختلاف الحاصل فيه بين علماء السلف والخلف؛ وقد قرأت هذا الحديث وأقوال العلماء والمحدثين وشراح الحديث السابقين واللاحقين؛ وبما أنني أحد أبناء قبيلة جهينة ولدي إطلاع واسع على تاريخها وأنسابها قديماً وحديثاً؛ لم أجد من ذكر أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد) وقد وهمت سابقاً بقول النووي عندما قال بأن غامد بطن من جهينة؛ ولم أقراء في كتب النسب من قال أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد)؛ وليس اليوم في قبائل جهينة بطن بهذا الإسم.

وأرى أنه قد وقع في اسم هذه المرأة تصحيف شنيع من أصحاب كتب الصحاح؛ والتصحيف جاء بقولهم (جهينة) وإنما الصواب (جبيهة) بطن من الأزد التي تنتمي لها قبيلة غامد؛ فإن قلنا غامدية فصحيح وإن قلنا جبيهة فذلك صحيح أيضا

وقد وقعت على نص نفيس جدا يحل إشكال هذه المسألة قال أبو علي الهجري من أهل القرن الثالث للهجرة في كتابه (التعليقات والنوادر):

جبيهة الحَجْرِ:

وتمثل السروي من جبيهة الحجر من بني الهِنْو بن الأسد:

لا أحسن البيع إلا أنني رجلٌ ... مت أجد حاجتي أشري بما أجدُ

قال الهجري: أنشدني الخيار بن محمد بن المشيع العُذمي من شِهْرِ الحجر لجعفر بن عبد الله الجبهي من جبيهة الأوس من الحجر بن الهنو بن الأزد من أهل السراة؛ وهم فصحاء وكر له شعراً.

وقال المحقق الشيخ النسابة حمد الجاسر معلقاً في حاشيته على الكتاب:

ورد الإسم (حُبَيْهَة) على الجيم ضمةٌ في كتاب الهجري وفي مختصر الإشبيلي؛ ولا يزال هذا الاسم معروفاً ولكنه ينطق بفتح الجيم (جَبِيْهَة) أحد فروع بلحارث من رجال الحجر؛ ومنازل هذا الفرع أربع قرى تقع على مرتفعات وادي الدهناء الذي يسيل في وادي تنومة؛ وبلادهم تحاد بلاد بني الأسمر غرب شمال بلاد عسير؛ وقد ذكر الهمداني في (صفة جزيرة العرب) وادي ساقين: وأن ساكنه من الحجر جبيهة الحجر.

وقال أبو علي الهجري زكريا بن هارون في (التعليقات والنوادر):

جهينة الحجر؛ وأنشدني الجهني من جهينة الحَجْرِ؛ بطن من الأسد؛ من أهل السراة فصحاء:

سر البلاد الذي يولى ويُغتفرُ ... ....................

قال الجهني من الحَجْرِ: لقد أكلت من هذا الطعام ما لم آكل من زادٍ.

وقال الجاسر أيضا في حاشيته للكتاب عند إيراده هذا النص للهجري:

لم أرَ فيما بين يدي من المصادر من ذكر جهينة الحجر الذين من الأسد سوى الهجري؛ وهو عالم بأنساب أهل عصره؛ وقد سمعت لهاؤلاء ذكراً؛ ولكني لست حتى الآن على يقين من كونهم معروفين في بلادهم؛ ولم ار فيما كتبه أحد المعنيين بأنساب قبيلة رجال الحجر ذكراً لهم؛ وليس من المستبعد أن تكون (جُهَيْنَةَ) هنا تصحيف (جَبِيْهَة).

قال مصعب الجهني:

لا شك في تصحيف الاسم من جبيهة إلى جهينة؛ والصواب جبيهة الحجر؛ وقد ضبط الإسم الهمداني في كتابيه (صفة جزيرة العرب) و (الإكليل من أخبار حمير واليمن) والإشبيلي في (مختصره على كتاب الهجري) وجبيهة هؤلاء لا يزالون معروفين بالسراة وينتسبون إلى بني شهر بن ربيعة بن الأوس بن الحجر بن الهنوء بن الأزد؛ ومن بطون جبيهة وفروعها اليوم: آل فليته؛ آل علبة؛ آل بهيش؛ آل فليته؛ آل دهناء؛ وغامد هو بطن من الأزد التي تنتمي لها جبيهة الحجر كما سيأتي أنفا.

قال الهجري في كتابه الأنساب:

غَامِدُ من الأَزْدِ:

أنشدني السروي: أحد بني غواية شنوي لبعض غامد؛ في قتل عبد الله بن أبي النعيم اللهبي ..... الخ ما قاله.

وقال ابن الكلبي في كتابه اليمن الكبير:

وولد عمران بن عمر مُزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: (الأسد؛ والحجر) أمهما: عودةُ بنت مالك بن أهيب بن كلد بن كلب بن وبرة القضاعي.

إذاً نستنتج مما سبق: /

بأن القول بأن هذه المرأة من (جهينة) خطأ إنما هي من (جبيهة) ومن قال من غامد فقوله لا غبار عليه؛ لأن جبيهة وغامد كلاهما من الأزد كما في كتاب (في سراة غامد وزهران) وكما قال الهجري وهو نسابة عالم كبير حجة في الأنساب ينسب إلى أرض هَجْر؛ عاصر الهمداني والتقى به بمكة المكرمة؛ والله تعالى أعلم وأحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير