وفى ((علل الدارقطنى)) (9/ 299/1776) لأبى الحسن الدارقطنى: ((وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ورجل نائم على وجهه فركضه برجله وقال قم فإن هذه ضجعة يبغضها الله. فقال: يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال ذلك حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، والنضر بن شميل، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، والفضل بن موسى السيناني، وشجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر. ورواه معتمر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وغيره يرويه عن أبي سلمة عن ابن طهفة الغفاري عن أبيه، وهو الصواب. وروى هذا الحديث عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبى هريرة، وقيل عنه عن عطاء عن أبى هريرة، ولا يصح عن أبي هريرة)).
قلت: ولهذه العلة ـ أعنى خطأ محمد بن عمرو ـ فى حديث أبى هريرة، اكتفى إمام المحدثين فى ((الأدب المفرد)) بذكر حديثى: طخفة، وأبى أمامة.
فقد قال: باب الضجعة على وجهه
(1187) حدثنا خلف بن موسى بن خلف حدثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن طخفة الغفاري أن أباه أخبره: أنه كان من أصحاب الصفة قال: بينا أنا نائم في المسجد من آخر الليل، أتاني آت، وأنا نائم على بطني، فحركني برجله، فقال:
((قم. هذه ضجعة يبغضها الله))، فرفعت رأسي، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي.
(1188) حدثنا محمود ـ يعنى ابن غيلان ـ حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الوليد بن جميل الكندى من أهل فلسطين عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل في المسجد منبطحاً لوجهه، فضربه برجله، وقال: ((قُمْ، نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ)).
[ثانياً] حديث أبى أمامة الباهلى
أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (1188)، وابن ماجه (3725)، والطبرانى ((الكبير)) (8/ 234/7914) من طرق عن الوليد بن جميل الكندى الدمشقي أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ نَائِمٍ فِي الْمَسْجِدِ، مُنْبَطِحٍ عَلَى وَجْهِهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: ((قُمْ وَاقْعُدْ، فَإِنَّهَا نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ)).
قال الحافظ البوصيرى ((مصباح الزجاجة)) (3/ 178): هذا إسناد فيه مقال. الوليد بن جميل لينه أبوزرعة. وقال أبو حاتم: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة. وقال أبو داود: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في ((الثقات)).
قلت: وقد وثَّقه أروى الناس عنه وأعرفهم به، وما أجدره أن يوثق إذ ليس له رواية عن غير القاسم الدمشقى، ورضيه الأئمة: ابن المدينى، والبخارى، وأبو داود، وابن حبان، وصحَّح له جملة أحاديث.
قال يزيد بن هارون: ما رأيت شامياً أسنَّ منه. وقال أبو الحسن بن البراء عن على بن المديني لا أعلم روى عنه إلا يزيد ـ يعنى ابن هارون ـ، قلت: فكيف أحاديثه؟، قال: تشبه أحاديث القاسم بن عبد الرحمن ورضيه. وقال البخارى: مقارب الحديث. وقال أبو داود: دمشقى ما به بأس. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 549/11413) وقال: ((يروى عن القاسم. روى عنه: الشاميون وغيرهم)).
قلت: فهذا إسناد حسن فى الشواهد، والحديث محفوظ، توبع عليه الوليد بن جميل، ولم يتفرد.
وأما بقية الأحاديث، فلها شرح يطول. أسأل الله الإعانة على إتمامه.
ويمكن مطالعة كتاب ((زوائد الأدب المفرد على الصحيحين)) لأبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى، ففيه فوائد كثيرة.