قال ابن حبان: ((زيد العمي هو زيد بن الحواري أبو الحواري. يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار)).
... *** ...
(5) عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحتجم يوم الثلاثاء، فقلت: هذا اليوم تحتجم؟، قال: ((نعم، ومن وافق منكم يوم الثلاثاء ليلة سبع عشرة مضت من الشهر، فلا يجاوزه حتى يحتجم)).
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 58)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 162/11366)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 214) جميعا من طريق نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس به.
وقال ابن حبان: ((نافع أبو هرمز الجمال مولى بني سليمان. كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة نسخة موضوعة)).
... *** ...
(6) عن كبشة بنت أبى بكرة الثقفى: أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَنْهَى أَهْلَهُ عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَيَزْعُمُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ الدَّمِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَرْقَأ)).
ضعيف. أخرجه أبو داود (3862)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (1/ 150)، والبيهقى (9/ 340)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 213)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 295) جميعا من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة أخبرتنى عمتى كبشة ـ ويقال كيِّسة ـ بنت أبى بكرة عن أبيها به.
قال أبو بكر البيهقى: ((إسناده ليس بالقوى)).
قلت: بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة لا يشبه أحاديثه أحاديث أهل الصدق.
... *** ...
(7) عن ابن عباس قال: ((يوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم السفر، ويوم الثلاثاء يوم الدم، ويوم الأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه، ويوم الخميس يوم دخول على السلطان، ويوم الجمعة يوم تزويج وباءة)).
موضوع. أخرجه أبو يعلى (2612): حدثنا عمرو بن حصين ثنا يحيى بن العلاء ثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن ابن عباس قوله.
قلت: هذا متن موضوع وإسناد مظلم تالف. يحيى بن العلاء الرازى، قال أحمد: كذاب يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال عمرو بن على الفلاس والنسائى والدارقطنى: متروك الحديث. وعمرو بن الحصين العقيلى واهى الحديث، ليس هو فى موضع من يحدث عنه، قاله أبو زرعة. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث وليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حسانا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه فتركنا حديثه.
وقال ابن عدى: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، وهو مظلم الحديث.
... *** ...
(8) عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت، فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه)).
منكر. أخرجه الحاكم (4/ 454)، والبيهقى (9/ 340) كلاهما عن حماد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعاً به.
وأخرجه ابن عدى ((الكامل)) (3/ 251)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 211) كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وابن سمعان عن الزهرى عن أبى سلمة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعا مثله.
قلت: والحديث منكر بهذين الإسنادين، لا يرفعه عن الزهرى غير ابن أرقم وابن سمعان، ولا يتابعا على رفعه. فأما سليمان بن أرقم فمتروك لا تحل الرواية عنه، يروى عن الزهرى مناكير لا تشبه أحاديث الثقات. قال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويروى عن الثقات الموضوعات. وقال أحمد ويحيى: ليس بشئٍ. وقال عمرو بن على الفلاس: ليس بثقة روى أحاديث منكرة. وقال البخارى: تركوه. وأما ابن سمعان، واسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، فقد كذبه مالك ومحمد بن إسحاق. وقال البخارى: سكتوا عنه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، سبيله سبيل الترك. وقال أبو داود: كان من الكذابين، ولى قضاء المدينة. وقال النسائى والدارقطنى: متروك الحديث.
¥