وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال: ضعيف الحديث)).
قلت: فهذا إسناد منكر باطل لحال يحيى بن عقبة.
[الطريق الثالثة] قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 14/2318): حدثنا إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعانى قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي قال حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: ((يا غلام! ألا أحبوك .. ألا أنحلك .. ألا أعطيك، قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله!، قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال، فقال: أربع ركعات تصليهن في كل يوم، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، وإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة، تكبر فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك، فإذا فرغت قلت بعد التشهد، وقبل التسليم: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الحسبة، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم، حتى أخافك. اللهم أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حباً لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النار. فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس، غفر اللَّه لك ذنوبك صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي)).
وأخرجه أبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 25) قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبرانى بإسناده ومتنه سواء.
قلت: الحديث بهذا الإسناد والمتن باطل، والدعاء فيه تكلفٌ غيرُ معهودٍ مثله عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعبد القدوس وضاع كذاب لا يحل الرواية عنه، ولا ذكره إلا تحذيراً.
قال ابن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (2/ 113): ((عبد القدوس بن حبيب، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي. يروي عن: عطاء، ونافع، والشعبي. قال ابن المبارك: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه. وقال يحيى: ضعيف. وقال مرة: مطروح الحديث. وقال إسماعيل بن عياش: أشهد عليه بالكذب وقال البخاري: أحاديثه مقلوبة. وقال الفلاس: أجمع أهل العلم على ترك حديثه. وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه وقال النسائي: متروك الحديث)).
قلت: فهذه طرق حديث ابن عباس، أمثلها وأحسنها حالاً رواية الحكم بن أبان عن عكرمة، ولكنها شاذة منكرة لا تقوم الحجة بها بمفردها، كما سبق بيانها!!.
وأما حكم ابن الجوزى عليها بالوضع ففيه مجازفة وحيدة عن الصواب، إذ احتج لذلك بقوله: موسى بن عبد العزيز مجهول، وليس كما زعم، بل هو مشهور حسن الحديث، وقد قوَّاه يحيى بن معين والنسائى، ولو ثبتت جهالته جدلاً، لا يلزم الحكم على حديثه بالوضع، فليس فى إسناده من اتهم بالوضع أو الكذب!!.
ويتبعه بتوفيق الله وعونه حديث أبى رافع، نسأل الله أن يمدنا بكل تأييد، إنه هو الحميد المجيد.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 10:42 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
[الحديث الثانى] حديث أبى رافع
¥