تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ: لَيْسَ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ حَدِيثٌ يَثْبُتُ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ: لَيْسَ فِيهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا حَسَنٌ.

وَبَالَغَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَذَكَرَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ. وَصَنَّفَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ جُزْءًا فِي تَصْحِيحِهِ، فَتَبَايَنَا، وَالْحَقُّ أَنَّ طُرُقَهُ كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ.

وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقْرُبُ مِنْ شَرْطِ الْحَسَنِ؛ إلَّا أَنَّهُ شَاذٌّ لِشِدَّةِ الْفَرْدِيَّةِ فِيهِ، وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ وَالشَّاهِدِ مِنْ وَجْهٍ مُعْتَبَرٍ، وَمُخَالَفَةِ هَيْئَتِهَا لِهَيْئَةِ بَاقِي الصَّلَوَاتِ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا صَالِحًا فَلَا يُحْتَمَلُ مِنْهُ هَذَا التَّفَرُّدُ.

وَقَدْ ضَعَّفَهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالْمِزِّيُّ، وَتَوَقَّفَ الذَّهَبِيُّ.

قال الإمام ابن تيمية في المنهاج: وكذلك كل صلاة فيها تقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح، فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، وأظهر القولين أنها كذب، وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، ولهذا لم يأخذها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة الصحابة كرهوها وطعنوا في حديثها. وأما مالك وأبو حنيفة والشافعي وغيرهم فلم يسمعوها بالكلية، ومن يستحبها من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما فإنما هو اختيار منهم، لا نقل عن الأئمة. وأما ابن المبارك فلم يتسحب الصفة المذكورة المأثورة، التي فيها التسبيح قبل القيام، بل استحب صفة أخرى توافق المشروع، لئلا تثبت سنة بحديث لا أصل له. منهاج السنة النبوية (7/ 434).

نقل ابن حجر عن الدَّارَقُطْنِيّ قولَه: وَأَصَحُّ شَيْءٍ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ: صَلَاةُ التَّسْبِيحِ.

ثم عقب عليه بقوله: ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون حديث صلاة التسبيح صحيحًا؛ فإنهم يقولون: هذا أصحّ ما جاء في الباب وإن كان ضعيفًا، ومرادهم: أرجحه أو أقله خطأ.

مجالس أمالي الأذكار، ص 17.

هذا وقد صححه الحديث من المعاصرين الأستاذ أحمد شاكر والعلامة الألباني رحمهما الله.

انظر: مختصر النصيحة، محمد المقدم، ص 77.

أجمل كلام الباب ما ذكره محقق جزء البغدادي في صلاة التسبيح عن الإمام ابن حجر الهيتمي حيث قال:

الحق في صلاة التسبيح أنه حسن لغيره، فمن أطلق تصحيحه كابن خزيمة والحاكم يًحمل على أن الحسن يسمى لكثرة شواهده صحيحًا، ومن أطلق ضعفه – كالنووي في بعض كتبه – أراد حيث مفردات طرقه، ومن أراد أنه حسن باعتبار ما قلناه، فحينئذ لا تنافي بين عبارات الفقهاء والمحدّثين المختلفة، حتى إن الشخص الواحد يتناقض كلامه في كتبه فيقول في بعضها حسن وفي بعضها ضعيف – كالنووي وشيخ الإسلام العسقلاني.

ذكر صلاة التسبيح للبغدادي، مقدمة التحقيق، ص 13.

الحكم على الحديث:

يبدو أن هناك الكثير من العلماء الذين يرجحون صحة الحديث أو تحسينه، ونفسهم تقريبًا يرون ضعفه وعدم العمل به، وأرى والله أعلم أن حديث الباب وبرغم ما جمعناه من أحاديث وآثار وأقوال للعلماء، إلا أن إسناد الغالبية الكبرى للشواهد والمتابعات يكاد لا يسلم من علة أو راوٍ ضعيف، وفي القلب كما قال ابن خزيمة من السند شيءٌ، والراجح أن الطرق التي جاءت بالحديث تجعله يرتقي لدرحة الحسن. والله أعلم

ـ[د/ألفا]ــــــــ[24 - 01 - 10, 08:32 ص]ـ

الشيخ أبا محمد الالفي

جزاك الله خيرا على هذا الدرس الحديثي الماتع جدا

ـ[أبو مزني]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:29 م]ـ

شيخ أبو محمد الألفي حياك الله

وجزك الله خيرا على جهدك فى تخريج أحاديث صلاة التسبيح وتقبل الله خدمتك للدين الإسلام والمسلمين بحيث بينت الناس بما فيها من الضعف فكثير من الناس يصلون هذه الصلاة فى شهر رمضان وفى ظنهم انها صلاة ثابتة بالأحاديث الصحيحة.

ـ[أم ديالى]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:26 ص]ـ

هل تنصحوني بهذه الصلاة؟؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير