ورواه ابن ماجه (2/ 540) من طريق عيسى بن عبد الله بن أبي فروة: حدثني إسحاق بن أبي طلحة عن أنس .... ، وعيسى هذا قال الذهبي: ((لا يكاد يعرف)). ولعله والكلام للألباني أراد أن يقول: (أبو طلحة)، فأخطأ فقال: (إسحاق بن أبي طلحة).
ورواه الطبرانى في ((الأوسط)) (1/ 149/1) من هذا الوجه إلا أنه سمّاه (عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة)، وذكر أنه تفرد به. وهو مجهول لم أجد من ترجمه،
ومن طريق الطبرانيِّ رواه الضياء في ((المختارة)) (1/ 484) وقال في ((المجمع)) (4/ 69 - 70) ـ[أي الهيثمي]ـ: ((رجاله ثقات))!
ورواه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (1/ 139) عن عطاء بن جبلة ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس به. وعطاء هذا قال أبو زرعة: ((منكر الحديث)). اهـ كلام المحدث الألباني رحمه الله تعالى مع تضمين شيء من الإيضاح باللون الأزرق.
هذا؛ وقد أشار الشيخ المحدث الألباني ـ جزاه الله خيرا ـ إلى تراجعه وتصحيحه لهذا الحديث في مقدمة الطبعة الجديدة للسلسة الذهبية الضعيفة (1/ص 3 - 5) فقال ـ رحمه الله تعالى ـ في معرض تعبده لله تعالى بذكر أفضاله:
(( .. وإن من هذا الفضل الإلهي أنه تعالى وفَّقني لإخراج هذه الطبعة متميزة عن سابقتها بزيادة فوائد عديدة؛ حديثية وفقهية، وبإضافة مصادر جديدة لبعض الأحاديث والتراجم، يعود الفضل فيها لبعض إخواننا المكيين وغيرهم، جزاهم الله تعالى خيرا.
ولما كان من طبيعة البشر التي خلقهم الله العلمي المشار إليه في قوله تعالى: {ولاَ يُحيطونَ بشَيْءٍ مِن عِلْمهِ إلاَّ بِما شَاءَ}؛ كان بدهيا جدا أن لا يَجمُدَ الباحث عند رأي أو اجتهاد له قديم، إذا ما بدا له أن الصواب في غيره من جديد،
ولذلك نجد في كتب العلماء أقوالا متعارضة عن الإمام الواحد؛ في الحديث وتراجم رواته، وفي الفقه، وبخاصة عن الإمام أحمد وقد تميز في ذلك الإمام الشافعي بما اشتهر عنه أن له مذهبين: قديم وحديث.
وعليه؛ فلا يستغربنَّ القارئ الكريم تراجعي عن بعض الآراء والأحكام التي يُرى بعضها في هذا لمجلد ... ،
وإن مما يساعد على ذلك فوق ما ذكرت من العجز البشري ـ أننا نقف ما بين آونة وأخرى على مطبوعات جديدة؛ كانت أصولها في عالم المخطوطات أو المصورات، بعيدة عن متناول أيدي الباحثين والمحققين، إلا ما شاء الله منها لمن شاء، فيساعد ذلك من كان مهتما بالوقوف على هذه المطبوعات والاستفادة منها على التحقيق أكثر من ذي قبل.
وهذا وذاك هو السر في بروز كثير من التصحيحات والتعديلات على بعض ما يطبع من مؤلفاتي الجديدة، أو ما يعاد طبعه منها؛ كهذا المجلد الذي بين يديك، وينتقدني لذلك بعض الجهلة الأغرار، كذلك السقاف هذا الله.
ومن الشواهد على ذالك ما تفضل الله به عليَّ، ووفقني إليه، أنني رفعت من هذا المجلد إلى ((الأحاديث الصحيحة)) حديثين اثنين:
أحدهما: .. (كل بناء وبال على صاحبه .. ) فرفعته إلى ((الصحيحة)) (2830)، والسبب في ذلك أنني كنت قلت في رواية أبي طلحة الأسدي: (لم يوثقه أحد ... )
وذلك ثقة مني بالحافظ ابن حجر؛ فإنه لم يحك توثيقه عن أحد، ولقوله عنه في (التقريب): ((مقبول))!
فكتب أحد إخواني المكلفين بالنظر في الكتاب لإعداده لهذه الطبعة: أن الهيثمي قد أورد في كتابه: ((ترتيب ثقات ابن حبان))، فرجعت إلى أصله: ((الثقات))، فوجدته فيه، وتابعت البحث والتحقيق، فتبين لي أنه صدوق، وأن الحافظ كان في قوله المذكور غير مصيب؛ كما فصلت ذلك في المجلد السادس من ((الصحيحة)) .. )) اهـ كلامه رحمه الله تعالى.
**********************
والآن مع:
ثانيا: تصحيحه للحديث في (الصحيحة (6) /القسم الثاني الحديث رقم: 2830)
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 10:08 ص]ـ
[ i] الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المستكشف
[وقفات مع المحدث الألباني ودراسته لحديث (كل بناء وبال ... ) وبيان مسوغات تراجعه عن التضعيف إلى التصحيح]
[/ B]
الأخ المستكشف
جزاك الله خيراً
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 10:36 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو تيميه إبراهيم
سلام الله عليكم ورحمته، وبارك فيكم، وأجزل ثوابكم.
¥