تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والآن مع الجزء الثاني وهو يتعلق بتراجع الشيخ المحدث وتصحيحه للحديث أخيرا وذلك في ((السلسلة الذهبية الصحيحة: ج 6 / القسم الثاني / ص 794 الحديث رقم: 2830) ساق الحديث ثم قال ـ رحمه الله تعالى ـ:

((هو من حديث أنس، وله عنه طرق:

[1]ـ (الأولى: عن أبي طلحة الأسدي عنه قال: إن رسول الله صلى الله عنه وسلم خرج فرأى قبة ... ):

أخرجه أبو داودَ (2/ 347 - 348 تازية) والطحاويُّ في ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وابو يعلى في ((مسنده)) (7/ 308/1592)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/ 390/10704) من طريق إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبي طلحة.

قلت: وهذا إسناد جيد كما قال الحافظ العراقي في ((تخريج الإحياء)) (4/ 236 المعرفة لبنان)، وكنت خالفته في ذلك في ((الضعيفة)) (رقم176) اعتمادا مني على أن الحافظ قال في ترجمة أبي طلحة الأسدي من ((التقريب)): ((مقبول)). يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث، يضاف إلى ذلك أن لم يحكِ في ((التهذيب)) توثيقه عن أحد.

ثم إن أحد إخواننا المشتغلين بهذا العلم جزاه الله خيرا لفت نظري ـ و ((الضعيفة)) تحت الطبع مجددا ـ إلى أن ابن حبان وثقه (3/ 166/ب) من ((ترتيب الهيثمي))، فرجعت إلى ((ثقات ابن حبان)) فوجدته قد أورده في ((ثقات التابعين)) منه (5/ 574) برواية أبي العميس عنه.

وقد روى عنه ثقتان آخران كما ذكرت في كتابي الجديد ((تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان)) يسر الله إتمامه؛ أحدهما إبراهيم القرشي هذا، وكأنه لذلك قال الذهبي في ترجمته في ((الكاشف)): ((صدوق)).

من أجل ذلك رجعتُ إلى قول العراقي المذكور، واعتمدته، وبخاصة أنه روي من طرق أخرى كما يأتي بيانه.

وأخرجه أحمدُ (3/ 220)، وكذا البخاري في ((الكنى)) (45/ 385)، والبيهقي أيضا ((10705)) من طريق شريك عن، عبد الملك بن عمير، عن أبى طلحةَ الأسدىِّ عن أنس به مختصرا بلفظ:

(( ... هُدَّ على صاحبه يوم القيامة، إلا ما كان من مسجد أو في بناء مسجد، شكَّ أسودُ (يعني ابن عامر)، أو، أو))، ثم مرَّ فلم يلقها فقال: ((ما فعلتِ القبةُ؟)) قلت: بلغَ صاحبها ما قلتَ، فهدمها، فقال: ((رحمه الله)).

قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي، وهو سيئ الحفظ. وقد خالف في سياق لفظ النبي صلى الله عليه وسلم كما ترى، وزاد: ((رحمه الله)). لكن هذه الزيادة رويت في بعض الطرق الآتية.

ثم رأيت الحافظَ في ((الفتح)) (11/ 93) ساق حديث الترجمة برواية أبي داود، وقال عقبه: ((ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي؛ فليس بمعروف)).

فهذا يلتقي مع قوله فيه: ((مقبول))، وقد عرفت السبب، وهو ـ والله أعلم ـ أنه لم يقف على توثيق ابن حبان وقول الذهبي المتقدم فيه: ((صدوق)).

[2]ـ (الطريق الثانية: عن ابن أبي خالد، عمن حدثه عن الربيع بن أنس [عن أنس (سقط في الصحيحة فليستدرك)] مرفوعا) بلفظ: ((كل بناء وبال على أهله يوم القيامة إلا مسجدا ... ))، وفيه القصة باختصار مع زيادة ((رحمه الله)):

أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قصر الأمل)) (3/ 25/2) وهو في ط ابن حزم ص 183 تحقيق محمد خير حدثنا عبد الرحمن بن صالح العتكي قال: حدثنا المحاربيُّ، عن ابن أبي خالد ...

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير الذي لم يسم، وابن أبي خالد هو إسماعيل، والمحاربي اسمه عبد الرحمن بن محمد، وقد رمي بالتدليس.

وأخرجه البيهقي (10707) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس. وأبو حمزة لم أعرفه، ويحتمل أنه جار شعبة، فقد ذكره المزي في الرواة عن أنس، وهو ثقة.

[3]ـ (الثالثة: عن عطاء بن جبلة: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) الحديث نحو لفظ الطريق الأولى، وفيه زيادة (يرحمه الله) مرتين:

أخرجه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (1/ 139)، وعطاء هذا قال ابن أبي حاتم (3/ 1/331) عن أبيه: ((ليس بالقويِّ، يُكتب حديثُه)). ونقله الذهبي في ((الميزان))، وزاد عليه في ((اللسان)): ((وقال البرذعي عن أبي زُرعةَ: منكر الحديث)) وهذا في سؤالاته (ص 350) المطبوع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير