تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لو كان الكلام عن راو واحد، فلا شي في عبارتكم.

*******************************

و أما قولكم حفظكم الله: (وأنت موافقى على تصحيح الحديث من حيث الإجمال).

أقول: بارك الله فيكم، لكني حقيقة لا أوافق على صحته؛ لأني لا أرى برهانا على ذلك.

كيف و قد أعللت ما ذكرتم من المتابعة، و أما رواية أبي طلحة، فأمسكت عن الكلام عليها، تركا للإطالة لا غير، و نقلت قول ابن حجر إشارة إلى ما فيها اختصارا.

***************************88

و قولكم حفظكم الله: (

(الثانى) إنما اخترتُ رواية عبد الأعلى بن عبد الله بن أبى فروة عن إسحاق، لإنها الأجود إسناداً، والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم، فقد سمعه من عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني، أحد ثقات المدنيين، ممن له رواية وأحاديث عدَّة عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة. وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى) ..

*****

فأقول: فيه ما يحسن التنبيه عليه تفصيلا:

أما قولكم (لإنها الأجود إسناداً)

فما أدري كيف جعلتموها الأجود إسنادا مع أنها معلة بما قد ذكرت لكم، فقد خولف راويها في إسنادها، و المخالف له ثقتان كما قد فصلت أعلاه.

********

و قولكم: (والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم .. ) إلى آخره.

فلا أدري أيضا ما الذي جعل هذا الإسناد المعلَّ أشبه بحديث الوليد، اللهم إلا أن يكون استعمالكم للأشبه خلاف استعمال المحدثين له، و قد شرح الإمام ابن رجب معنى هذا اللفظ في كتابه القيم شرح العلل، و ما أظنكم إلا و قد وقفتم عليه.

و أما قيد (صحيح حديث الوليد .. ) فهل يلزم أن لا يروي الوليد إلا صحيحا معروفا، حتى نلجأ إلى ترجيح ما يناسب حديثه صحةً من غيره؟

أقول: الأنسب بهذه الرواية أن تكون - لو كان المخالف لمهدي ثقة واحدا -: الأنسب أن تكون رواية ذلك المجهول، لأن هذا المتن المتفرد به أليقُ بذاك المجهول، و شرحُ هذا يطول ...

*******

ثم أنبه إلى قولكم: (وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى).

*******************

فلا أدري ما الذي أقحم المفاضلة بين عيسى و أبيه هنا، فالاختلاف ليس بينهما، إنما بين الرواة عن الوليد، و ما كان الجهل بحال عيسى أبدا مسوغا لترجيح المرجوح و إعلال الراجح.

كيف و قد قدمت أن رواية عيسى هي الأليق بهذا المتن.

ثم كون عيسى مجهولا لا يعرف، فهذه حاله، و تلك روايته، وقد روى غير ها.

و كم في كتب العلل أحاديث أعلت برواية من لا يعرف و لا يدرى حاله؟؟

و لا حاجة لي بنقل بعضها ...

*************

كما أنبه إلى أن قولكم عن راويه عيسى بن عبد الأعلى: ( .. الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة .. ).

فأقول: لست الذي عارض رواية عيسى برواية أبيه؛ إنما هذا واقع الرواية الحديثية، نقلتها بأمانة، و كل من سيقرأ سيحصل له نفس الذي قررت ..

فرواية المؤمل و العباس عن الوليد مخالفة لرواية مهدي في اسم شيخ الوليد.

و هذا واقع لا يد لي فيه.

**************

و أما قولكم: (

وأما النظر فى الراوى عن الوليد بن مسلم، وهو مهدى بن جعفر بن حيَّان الرملى الزاهد:

(1) فإن كان لمقالك عنه: ((مهدي بن جعفر له مناكير) فسامحنى أيها الأخ الفاضل إن قلت لك: هذه من كيسك، وإلا فأتنى بثلاثةٍ فقط من مناكيره!!، شريطة أن يكون شيخُه ومن روى عنه ثقتان، وإلا ففى أشياخه ضعفاء، بل وكذابون، وكذلك الأمر فى تلامذته، وأظنك تعلم هذا جيداً).

*****************

فأقول أولا كلامي السابق كان الآتي: (إلا أن مهدي بن جعفر له مناكير بل قال البخاري: حديثه منكر، و روايته هذه زادَ ضعفُها بأنَّها ممَّا راوه بكر بن سهل، و هو متكلم فيه.

فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل.

و الأخرى سالمة من ذلك، و العباس لروايته عن الوليد بعض المزية.

).

...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير