تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن قيل: فما تقولون فى هذا المذكور عن الخطيب والدارقطنى أنهما ((لم يذكرا له شيئا منكراً)).

قلنا: إنما ذكره أبو بكر الخطيب عرضاً فى ترجمة محمد بن المبارك الصورى، ولم يذكره بترجمة مستقلة، فقال ((تاريخ بغداد)): ((محمد بن المبارك الصورى. حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ثنا محمد بن جعفر بن محمد البغدادي ثنا محمد بن المبارك الصورى حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا مالك بن أنس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يغلق الرهن)) اهـ.

وسياق هذه الترجمة لا يدل دلالةً ما على ما ذكره الحافظ أنه لا يروى المنكر، بل إن هذا الحديث المذكور منكر بهذا الإسناد الموصول المرفوع عن مالك، فإن أثبات أصحاب مالكٍ إنما يروونه مرسلاً، وإنما يثبت رفعه من غير طريق مالك بن أنس.

قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)): حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ)).

وقال أبو الحسن الدارقطنى فى ((العلل)) (9/ 168) بعد ذكره للاختلاف على روايات الحديث عن مالك: ((وأما أصحاب الموطأ، فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلا، وهو الصواب عن مالك)).

وقد سبرت بعض أحاديث ابن أبي سكينة، فوجدتها كما قال أبو حاتم الرازى باطلة ليس لها أصل. ولتجتزئ منها:

(1) ما أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 68/5803) من طريق عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ثنا الفضيل بن عياض ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابة طعام الفاسقين)).

(2) ما أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (7/ 73) قال: ثنا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا الوليد بن محمد الموقرى ثنا الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا: مكة، والمدينة، وبيت المقدس، ودمشق. وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا: القسطنطينية، والطوانة، وإنطاكية المحترقة، وصنعاء)).

وأخرجه من طريق ابن عدى: ابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 51)، وجزم ببطلانه ووضعه.

وقال أبو أحمد بن عدى: ((هذا منكر لا يرويه عن الزهرى غير الموقرى)).

قلت: ولا يرويه عن الموقرى بهذا الإسناد غير ابن أبى سكينة، وغيره يرويه عن الموقرى ((عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة))، ولا يذكر سليمان بن يسار.

والخلاصة، فإن محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة راوى هذه الحكاية ليس ممن يوثق بروايته عن ابن المبارك، لشدة وهنه وروايته ما ليس له أصل، وروايته ما لم يروه أثبات أصحاب ابن المبارك.

(الثاني) محمد بن عبد الله بن المطلب أبو المفضل الشيباني الكوفى نزيل بغداد، كذاب دجال، كذَّبه أبو الحسن الدارقطنى، وأبو القاسم الأزهرى. قال الخطيب ((تاريخ بغداد)) (5/ 466): ((كان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بأن كذبه، فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ويملي في مسجد الشرقية)).

وقال أبو بكر الخطيب: ((سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره ثم قال: وقد كان يحفظ، وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة، وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال: كان يضع الحديث وقد كتبت عنه، وكان له سمت ووقار. أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير حدثنا محمد بن الحسن بن شمون البصري حدثنا أبو شعيب حميد بن شعيب حدثني أبو جميلة عن أبان بن تغلب عن محمد بن علي أبي جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: ما تحبب إلىَّ عبدي بأحب إلي من أداء ما افترضت عليه ... )) وذكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير