[ماصحة هذا الحديث [صنائع المعروف تقي مصارع السوء]]
ـ[عبيدالله بن عبدالكريم]ــــــــ[02 - 04 - 04, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
استفسر عن صحة حديث صنائع المعروف تقي مصارع السوء
وحديث أن سورة الملك شفعت لرجل بأذن الله من عذاب القبر
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[03 - 04 - 04, 06:45 م]ـ
1 - (الحديث الأول): روي من غير وجه أحسنها إسناداً فيما أحسب ما أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 261) من طريق حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر"، حسن إسناده المنذري في الترغيب (2،15)، والهيثمي في المجمع (3/ 115)، غير أن فيه حفص بن سليمان وهو متروك الحديث.
2 - ثمة أحاديث أخرى لا يصح منها شيء نشير إلى بعضها، ففي زوائد مسند الحارث (1/ 397) ومسند الشهاب (1/ 93) عن أبي سعيد الخدري، وفي إسناده الواقدي، وفي مسند الشهاب (1/ 94) وفي الأوسط (1/ 289) عن معاوية بن حيدة، قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن بهز إلا الأصبغ ولا عن الأصبغ إلا صدقة تفرد به عمرو" وهو منكر لشدة التفرد فيه، ولعدم إتقان رواته، وفي المستدرك (1/ 213) وشعب الإيمان (6/ 255) عن أنس وهو منكر، قال البيهقي هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري والعمي.
3 - (الحديث الثاني): أخرجه إسحاق بن راهويه (1/ 174) عن شيخه أبي أسامة، وأحمد (2/ 299، 321) عن شيخيه محمد بن جعفر (غندر)، وحجاج بن محمد، وأبو داود ح (1400) عن شيخه عمرو بن مرزوق، والترمذي ح (2891) من طريق غندر، والنسائي في الكبرى (6/ 178، 496) عن شيخه إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن ماجه ح (3786) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (3/ 69) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في الشعب (2/ 493) من طريق آدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان، سبعتهم (أبو أسامة وغندر وحجاج بن محمد وعمرو بن مرزوق ويحيى القطان وآدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان) عن شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك"، وقال الحاكم في المستدرك (1/ 753، 2/ 540): "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قال ابن حجر في التلخيص (1/ 234): "أعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباس الجشمي لا يعرف سماعه من أبي هريرة، ولكن ذكره بن حبان في الثقات، وله شاهد من حديث ثابت عن أنس رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح".
قال مقيده - عفا الله عنه -: حديث أبي هريرة يحتمل مثله في الفضائل، لا سيما وقد رواه أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج، غير أنه يصعب الاعتماد على مثله في حكم شرعي، لأجل حال عباس الجشمي.
4 - وأما ما ذكره ابن حجر من تعليل البخاري للحديث في التاريخ الكبير فلم أقف عليه في المطبوع.
5 - وأما حديث أنس الذي أشار إليه الحافظ وأن الطبراني رواه في المعجم الكبير، فلم أقف عليه في المعجم الكبير، ولا أحسبه فيه، لأن الهيثمي لم يعزه في المجمع (7/ 127) إلا إلى المعجم الأوسط والصغير للطبراني، وهذا الحديث - أعني حديث أنس – حديث غريب لا أحسبه إلا خطأً، لأن الطبراني رواه في الأوسط (4/ 76) والصغير (1/ 296) عن شيخه سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك" ثم قال الطبراني: "لم يروه عن ثابت البناني إلا سلام"، ورواه الضياء في المختارة (5/ 115) من طريق الطبراني نفسه، ومن طريق ابن قانع عن شيخ الطبراني، مما يدل على أن التفرد ممتد إلى شيخ الطبراني، ولو كان ثمة متابعة لرويت، ولذلك ذكر الطبراني هذا الحديث في الأوسط، ومن المعلوم أن الأوسط كتاب مختص بغرائب الحديث، وعليه فمثل هذا الحديث – أعني حديث أنس – حديث لا يصح الاعتبار به، فضلاً عن تصحيحه أو الاعتماد عليه، لا سيما والمشهور عند أهل البصرة حديث شعبة بن الحجاج الذي فيه عباس الجشمي، ومن البعيد أن يشتهر حديث ليس إسناده بالقائم بين أهل مصر – أعني أهل البصرة -، وليس مخرجه من عندهم، ولا
¥