يشتهر حديث هو أصح إسناداً منه، ومخرجه من عندهم.
6 - ومثل هذا التعليل كثير في صنيع المحدثين، - أعني بالتعليل تعليل الحديث بشهرة حديث هو دونه في المرتبة - ولعلي أكتب فيه بحثاً مستقلاً فقد جمعت فيه أشياء ليست باليسيرة، وهذا مثال واحدٌ أسوقه للقراء للقياس عليه:
أخرج ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 12) والرامهرمزي في المحدث الفاصل ص (175 - 176) والحاكم في المستدرك (1/ 164) والعلائي في بغية الملتمس ص (28) حديثاً في فضل طلبة العلم من طُرُقٍ عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "مرحباً بوصية رسول الله صلىالله عليه وسلم: كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يوصينا بكم".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان وعباد بن العوام والجريري ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة…ولا يعلم له علة…"، ولم يتعقبه الذهبي فقال: "على شرط مسلم ولا علة له"
وذكر العلائي بأن سنده لا بأس به، قال: "لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي فيه لين يحتمل"، وتعقبه الألباني بأنه الواسطي وليس النشيطي وقد صرح بذلك الحاكم وذكره في السلسلة الصحيحة (1/ 504) مصححاً له.
قال مقيده - عفا الله عنه -: هذا الحديث مشهور بأبي هارون العبدي ولذلك قال الحاكم في المستدرك (1/ 165): "فلهذا الحديث طرق يجمها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد وأبو هارون ممن سكتوا عنه".
ومما وقفت عليه من تلك الطرق أنه رواه عن أبي هارون؛ الحكم بن عبدة كما في ابن ماجه ح (247)، والثوري كما في الترمذي ح (2650) وابن ماجه ح (249)، وحماد بن سلمة كما في فوائد تمام ص (70) والمنتخب من علل الخلال ص (131)، ومعمر كما في جامع معمر في آخر المصنف (11/ 252 - 253)، وغير هؤلاء، انظر فوائد تمام ص (64 - 70)، وابن الخطاب في مشيخته (90 - 92)، والخطيب في الجامع ح (810، 816).
7 - ولذلك لما سئل عنه الإمام أحمد كما في المنتخب من علل الخلال ص (132) - أعني لما سئل عن حديث سعيد بن سليمان عن عباد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد – قال: "ما خلق الله من ذا شيئاً، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد".
8 - وإنما قال ذلك الإمام أحمد فيما أحسب لأنه من الصعب جداً أن يكون الحديث عند أبي نضرة وهو من أشهر أصحاب أبي سعيد وأوثقهم، ويتركه الناس ويقبلون على رواية أبي هارون مع ما عرفوا عنه من الضعف، والله تعالى أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 04, 07:54 م]ـ
جزى الله خيراً الشيخ سعيد المري على ما تفضل به. وحياه الله بين إخوانه في الملتقى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 04 - 04, 03:26 م]ـ
جزى الله الشيخ سعيد خيرا على ما تفضل به
وبودي لو يفيدنا ببعض الأمثلة الأخرى على ما ذكره بقوله (أعني بالتعليل تعليل الحديث بشهرة حديث هو دونه في المرتبة - ولعلي أكتب فيه بحثاً مستقلاً فقد جمعت فيه أشياء ليست باليسيرة،)
فهذه مسألة مهمة ومفيدة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:55 م]ـ
ما ذكره الأخ سعيد حول الحديث سعيد بحث جيد في الجملة، ولكن الأخ السائل ما أراد حديثاً في الشفاعة عامة، ولكن في الشفاعة لصاحب السورة من عذاب القبر، فتنبه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:57 م]ـ
منع سورة الملك صاحبها من عذاب القبر، ورد من جماعة منهم: ابن مسعود، وابن عباس، وأنس، رضي الله عنهم.
أولاً: حديث ابن مسعود.
أخرجه أحمد بن منيع في " كتاب فضائل القرآن "، ومن طريقه أبوالشيخ في " طبقاته " (4/ 10 – 11).
عن أبي أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ".
ورجاله ثقات، ولكن قال أحمد في أبي أخمد: " كان كثير الخطأ في حديث سفيان ".
قلت: وقد خالفه عبدالرزاق، وابن المبارك، فروياه عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، موقوفاً.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (3/ 379 / 6025) – ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 131 / 8651) –، والحاكم في " المستدرك " (2/ 498) – وعنه البيهقي في " الشعب " (2/ 494 / 2509) –.
قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
¥