تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر صاحب الميزان أنه صدوق تكلم فيه بلا حجة، ووثقه ابن معين، وتحسين الترمذي للحديث كما تقدم (أي تعليق سابق ذكره) دليل على ذلك، فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا به كما تقدم غير مرة، ولئن كان هذا علة فابن عبد الله بن مغفل لم يحتجا به أيضا فيلزمه أن يذكر الآخر كما فعل في كتاب المعرفة فقال: وابن عبد الله بن مغفل وأبو نعامة لم يحتج بهما صاحبا الصحيح.

قلت:

ساق البيهقي رحمه الله أحاديث عدم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم كلها على وجه الاتفاق أن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في أخرها.

قال أبو بكر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.

ثم ساق حديث عثمان بن غياث عن أبو نعامة عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه رضي الله عنه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فما سمعت أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.

قال أبو بكر:

وكذلك رواه الجريري (أي بإسناده إلى عبد الله بن مغفل) عن أبي نعامه قيس بن عباية الحنفي وزاد في متنه عثمان رضى الله عنهم، إلا أنه قال: فلم أسمع أحدا منهم جهر بها.

قال أبو بكر:

وخالفهما خالد الحذاء فرواه عن أبي نعامة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لا يقرؤون يعني لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم،كذا في الحديث.

قال أبو بكر:

ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال لا يجهرون، ولم يقل لا يقرؤون. وأبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان والله أعلم.

قلت:

ومن تأمل هذا عرف دقة صنيع هذا الإمام رحمة الله عليه، إذ لما رأى الاختلاف حاصل في حديث قيس بن عباية غمزه وقدم حديث مسلم عليه، فكأنه قال وحديث مسلم أولى من هذا لأن ذاك لم يختلف فيه أما هذا فاختلف، ومما يقوي ما ذهب إليه من الناحية العملية أن قيس بن عباية لم يحتجا به، فإذا انضم عدم احتجاجهما به إلى اختلاف هذا الحديث انقدح في النفس صواب ما ذهب إليه أبو بكر رحمه الله، والله أعلم.

المثال الرابع:

قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 10/ 267

..... والأجلح بن عبد الله قد روى عنه الأئمة الثوري وابن المبارك ويحيى بن القطان إلا أنه لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم، وعبد الله بن الخليل ينفرد به واختلف عليه في إسناده ورفعه.

قال ابن التركماني:

ضعفه النسائي (أي الأجلح) ووثقه ابن معين وغيره، وذكر صاحب المستدرك هذا الحديث وقال: الأجلح إنما هو نقما عليه ـ يعني الشيخين ـ حديثا واحدا لعبد الله بن بريدة، وقد تابعه على ذلك الحديث ثلاثة من الثقات، فهذا الحديث إذا صحيح، وقد قدمنا غير مرة أن قول البيهقى لم يحتج به الشيخان لا يلزم منه التضعيف.

قلت:

ويقال في هذا ما قيل فيما سبق.

وفي هذه الأمثلة كفاية لهذه الفقرة.

يتبع غدا إن شاء الله تعالى ......

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:18 م]ـ

أعرض عنه صاحبا الصحيح أو واحد منهما:

المثال الأول:

قال أبو بكر البيهقي 3/ 167

.... رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيره عن أبي معاوية عن أبي كريب، وغيره عن وكيع، ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه، ورواية الجماعه عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة، فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير.

قلت:

ساق البيهقي حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا سفر، قلت لم ترى يا ابن عباس، قال أراد أن لا يحرج أمته.

ذكره البيهقي رحمه الله من عدة أوجه عن سعيد، كلها على الاتفاق فيما بينها (من غير خوف ولا سفر)، ثم ساق البيهقي رحمه الله حديث حبيب عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه ... من غير خوف ولا مطر.

ثم قال أبو بكر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير