تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(130): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ إِبْلَكُم هَذِه، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟)).

... *** ...

قال مقيده – عفا الله عنه-: بالبحث عن هذا الحديث يتبين أن كلا الطريقين معروف عند أهل العلم من حفاظ الحديث لا سيما حديث سعيد بن المسيب، فقد أخرجه أحمد في المسند (2/ 233، 275) ومسلم في صحيحه ح (2658) وغيرهما من طريق معمر بن راشد ومحمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب به.

والحديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة، فروي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، رواه أحمد والشيخان، وروي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة، وروي من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواه مالك ومسلم وأبو داود وغيرهم، وروي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، رواه أحمد ومسلم والترمذي، وثمة أوجه أخرى لا داعي لذكرها، إذ كان فيما ذكر كفاية.

وقد قال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 57): "حديث عاشر لأبي الزناد، مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء قالوا يا رسول الله أرايت الذي يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين، قال أبو عمر: روي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه صحاح كلها ثابتة من حديث أبي هريرة وغيره، فممن رواه عن أبي هريرة عبد الرحمان الأعرج وسعيد بن المسيب وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمان بن عوف وأبو صالح السمان وسعيد بن أبي سعيد ومحمد بن سيرين، ورواه ابن شهاب فاختلف أصحابه عليه في إسناده، فرواه معمر والزبيدي عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، ورواه يونس وابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ورواه الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن ابن عبد الرحمان عن أبي هريرة، وزعم محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري أن هذه الطرق كلها صحاح عن ابن شهاب محفوظة، قال أبو عمر: ليس هذا الحديث عند مالك عن ابن شهاب في الموطأ وهو عنده عن أبي الزناد عن أبي هريرة".

قال مقيده - عفا الله عنه -: حديث حميد بن عبد الرحمن الذي أخرجه ابن حبان، أخرجه أيضاً أبو يعلى في المسند (11/ 282) من طريق مبشر، وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 203) وأخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (3/ 563) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي وأخرجه اللالكائي أيضاً في اعتقاد أهل السنة (3/ 563) من طريق محمد بن يوسف ثلاثتهم عن الأوزاعي قال حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن به.

وبما تقدم يتبين أن الحديث مشهور من رواية غير واحد عن أبي هريرة عند الأئمة الحفاظ، بل وحديث ابن المسيب الذي يحتج به ابن حبان أشهر عند أئمة النقد من حديث حميد، وعليه فإن الذي يرد عليه ابن حبان ينبغي ألا يكون من أئمة الحديث، والله تعالى أعلم.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 04 - 04, 04:05 م]ـ

الأخوة الفضلاء. أعزكم الله، وأعلى أقداركم، ونفع بكم.

سلامى إليكم جميعاً، وجمعنى الله وإيَّاكم فى مستقر روضاتِه، وأسبغ علينا وافرَ رحماتِه.

هذا البيان الذى شاركتم جميعاً بما تُحمد فيه آثارُكم، وتُشكر فعالُكم، وأنا أول المستفيدين منه، ليس وليد ساعة ولا يوم، وليس كتاباً يعرض للبيع والسوم!، إنه مشوار علمٍ تقطعَّتْ فيه أعناقُ رواحل، وجهِدتْ فى صياغته أئمةٌ كوامل. فرضى الله عن رفعاء أئمتنا، وكبراء محدثى أمَّتنا. ومن نحن، إن لم نقتدى بفعالهم، ونتقلد بأحكامهم، فَهُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير