تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد وددت لو تركتمونى أكمل مائة الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ، فما هى إلا أيام قلائل، وسأنقطع عن الكتابة بهذا الملتقى المبارك الطيب أهله، ويعز علىَّ ذلك، لكن على أمل العودة للكتابة والإفادة بعد شهور قلائل، إن كان لى فى العمر بقية، أمدَّ الله فى أعماركم، ومتَّعكم بأسماعكم وأبصاركم وقوتكم.

وأنت أخى الحبيب عبد الرحمن الفقيه، وقد قلتَ ((وبودِّنا لو نعرف: من هذا الذي يرد عليه أبو حاتم بن حبان بقوله: الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ فلان))، أعِدُك بعد الفراغ من ذكر مائة أبى حاتم، أن أذكر لك من عناهم الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان بهذه الردود، وأبسط لك من الكلام على بعض معانيه إن شاء الله تعالى، وإن كنت قد ألمحت بذكر من عناهم من بعض سابقيه، وبعض معاصريه، كما رد به الأخ الفهِم الموفَّق المسدَّد / الدكتور مسدد الشامى، فهو اسم وافق مسماه. بارك الله فيه، وتحياتى إليه، وخالص دعواتى له بالتوفيق والسداد.

وأما قولك يا أخى الحبيب عبد الرحمن ((وعلماء الحديث كانوا يردون حتى على من لم يكن من حفاظ الحديث))، فلو غيرك قالها!!، وما كنت أود أن تصدر عن مثلك، فهل كان رفعاء أئمتنا يشتغلون بالرد على الطغام والرعاع والبسطاء، وهل أضاعوا ثمين أوقاتهم وأعمارهم، وهى أنفس معدودة، وسويعات محسوبة، كما أضاعها من أتى بعدهم؟!. وهل يعرف غير أهل الحديث هذه الطرق: ((الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بن أبى طالبٍ))، و ((حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ))، و ((مَنْصُور عَنْ طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ))؟! ..

أيها الأخوة الفضلاء. والله إنى لأحبكم جميعاً، ((وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين) وبمحض حبى إيَّاكم أنصحكم لله وفى الله: اجتهدوا، وأخلصوا النية والعزم، فى طلب العلم، ولا تغرنكم هذه الزيوف والبهارج .. ((كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم)). فما زلت أذكر فى نفسى، وأنصح أحبابى من تلامذتى بمقال أمير المؤمنين وسيد المحدثين سفيان الثورى ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المفرة ـ: ((طلبنا العلم لغير الله، فأبى ألا يكون إلا لله)).

وأستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 04 - 04, 05:22 م]ـ

الحمد لله الهادى سبل الهدى والرشاد. نستعينه ونستهديه ونسترفده العون والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير إلى كلِّ العباد. وبعد ..

فهذه تتمة استدراكات الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان البستى على سابقيه ومعاصريه، ممن حكموا على أحاديث بتفرد رواتها.

[الحادى والعشرون] وقال أبو حاتم فى ((كتاب الطهارة)) (1349): أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى حَدَّثَنَا ابن وهب قال أخبرني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة: أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ كانت تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى ذَلكَ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنْ هَذَا عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ فِي مِرْكَنٍ فِي حُجْرَةِ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، حَتَّى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدَّمِ الْمَاءَ.

ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير