تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ضعف حديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجي]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 04:45 ص]ـ

ضعف حديث " من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه "

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وحزبه.

أما بعد:

" من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه "

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (1/ 273 / 215)، وأبونعيم في " الحلية " (8/ 199).

من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر

قال أبونعيم: " غريب من حديث عبدالعزيز؛ لم نكتبه إلا من حديث بقية ".

وقال أبوحاتم كما في " العلل " (2/ 294 / 2390): " هذا حديث باطل، ليس من حديث ابن أبي رواد ".

وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 331 / 2516): " سئل أبوزرعة عن حديث رواه أبوتقي، قال: حدثنى بقية، قال: حدثنى عبدالعزيز ... (فذكره)، قال أبوزرعة: هذا حديث ليس له أصل؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا ".

قلت: رواه عن بقية: أبوتقي هشام بن عبدالملك، وكثير بن عبيد.

وأفاد السؤال المذكور أن أبا تقي رواه عن بقية بذكر تصريح بقية بالتحديث، وإلا فإنه في " الحلية " من طريقه معنعن.

وما ذكره أبوزرعة بعيد، وليس مجرد كون الراوي من أهل حمص لا يميز بين، قوله: " عن "، وقوله: " حدثنا "، وأيضاً فإن كثير بن عبيد تابعه، وإن كان هو من حمص أيضاً، وأبوتقي ثقة؛ فقد قال أبوحاتم: " كان متقناً في الحديث "، ووثقه النسائي.

وكثير بن عبيد وثقه أبوحاتم، وابن حبان.

ولكن بقية يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحدث في جميع السند.

وتوبع بقية، فقد تابعه حفص بن عمر الأيلي، عن عبدالعزيز بن أبي رواد، به.

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (5/ 291)، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق، ثنا السري بن عاصم، ثنا حفص بن عمر، به.

قلت: حفص بن عمر، كذبه أبوحاتم والساجي.

السري بن عاصم، وهاه ابن عدي وقال: " يسرق الحديث "، وكذبه ابن خراش.

وتابع عبدالعزيز بن أبي رواد، عبدالله بن عمر، عن نافع، به.

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 136 / 429) حدثنا أحمد بن خليد، قال: حدثنا عبدالله بن السري الأنطاكي، قال: حدثنا هارون أبوالطيب، عن عبدالله بن عمر، به.

قال أبوزرعة كما في " العلل " " (2/ 332 / 2517): " هذا حديث ليس له أصل ".

وقال الهيثمي في "المجمع " (8/ 32): " فيه هارون بن محمد أبو الطيب، وهو كذاب ".

قلت: وهو كما قال؛ فقد كذبه ابن معين.

فالحديث ضعيف، والله أعلم، وهو المستعان وعليه التكلان.

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:51 م]ـ

بارك الله فيك أخي الآبيضى

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى

وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 331 / 2516): " سئل أبوزرعة عن حديث رواه أبوتقي، قال: حدثنى بقية، قال: حدثنى عبدالعزيز ... (فذكره)، قال أبوزرعة: هذا حديث ليس له أصل؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا ".

قلت: رواه عن بقية: أبوتقي هشام بن عبدالملك، وكثير بن عبيد.

وأفاد السؤال المذكور أن أبا تقي رواه عن بقية بذكر تصريح بقية بالتحديث، وإلا فإنه في " الحلية " من طريقه معنعن.

وما ذكره أبوزرعة بعيد، وليس مجرد كون الراوي من أهل حمص لا يميز بين، قوله: " عن وقوله: " حدثنا "، وأيضاً فإن كثير بن عبيد تابعه، وإن كان هو من حمص أيضاً، وأبوتقي ثقة؛ فقد قال أبوحاتم: " كان متقناً في الحديث "، ووثقه النسائي.

وكثير بن عبيد وثقه أبوحاتم، وابن حبان.

قال الشيخ (عبد الله السعد) عند ذكره لشروط حدثيث بقية:

5 ــ أن يكون الراوي عنه ثقة متيقِّظاً ويستحسن أن لا يكون حمصياً وذلك أن بقية قد يروي عن آخر ولا يصرح بالتحديث فيرويه الراوي عنه على أن بقية صرح بالتحديث بينه وبين شيخه وبقية لم يفعل ذلك وهذا إما أن يفعله الراوي عن بقية تعمّداً أو غفلة، قال أبو زرعة بعد سؤال عن حديث رواه أبو تقي قال: ثني بقية قال حدثي عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لا تبدءوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ". قال أبو زرعة: هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز إنما هو عن أهل حمص وأهل حمص لا يميزون هذا. ا. هـ. من العلل 2/ 331 - 332.

قلت: قوله – يعني أبو زرعة -: إنما هو عن أهل حمص .. أن الراوي عن بقية هنا هشام بن عبد الملك أبو تقي وهو حمصي. وقوله: أهل حمص لا يميزون هذا. يعني: لا ينتبهون إلى صيغ التحمل فيجعلون بدل العنعنة التحديث كما حصل في هذا الحديث لم يسمع هذا الحديث من عبد العزيز فيبدو أنه رواه بالعنعنة أو نحو ذلك ولم ينتبه لهذا الراوي عنه فرواه عن بقية بالسماع من شيخه.

وقال أبو حاتم بن حبان وامتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به. اهـ.

فوصل الأمر ببعض تلاميذه أنهم يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، وقد يدخل في كلام ابن حبان ما قاله أبو زرعة فيما تقدم.

وما قاله أبو زرعة وابن حبان معروف عن أهل الشام أنهم قد يسووّن الأخبار ويسقطون الضعفاء أحياناً من أحاديث شيوخهم كما كان الوليد بن مسلم يفعله في حديث الأوزاعي.

من تقديمه لكتاب ((الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة)) ص 14 ــ 15، للشيخ حمد الحميدي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير