شيخى الكريم جزاك الله خير وذب عن وجهك النار ... وفسح الله مدتك بالخير .. ودمت مدافعا عن الأئمة الأعلام ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:45 ص]ـ
الأخوة الفضلاء الأعزاء أعضاء الملتقى.
أعزكم الله، وأعلى أقداركم، ونفع بكم.
سلامى إليكم جميعاً، وجمعنى الله وإيَّاكم فى مستقر روضاتِه، وأسبغ علينا وافرَ رحماتِه.
لكن لى عتاب صدر عن حبٍّ خالصٍ لجميع المشرفين وأعضاء هذا الملتقى الطيب أهله.
لقد شاركتكم الحوار على هذا الملتقى، ولا أخفيكم سراً على وجلٍ وتخوفٍ وحذرٍ.
فأنا على ذكر دائمٍ بما رواه أبو عيسى الترمذى من حديث الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ؟، قَالَ: ((قُلْ رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا)).
وبما رواه من حديث عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبلٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَلا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟))، قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا))، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ!!)).
وبما رواه عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري رفعه قال: ((إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا)).
وبما رواه من حديث يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
ولأبى داود السجزى من حديث أبى تميمة طريف بن مجالد الهجيمي عن أبي جري جابر بن سليم قال: رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لا يَقُولُ شَيْئًا إِلا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ((لا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ. قُلِ السَّلامُ عَلَيْكَ))، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ!، قَالَ: ((أَنَا رَسُولُ اللهِ، الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلاةٍ، فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ))، قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ: ((لا تَسُبَّنَّ أَحَدًا))، قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلا عَبْدًا، وَلا بَعِيرًا، وَلا شَاةً، قَالَ: ((وَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ)).
وأقصد بهذا البيان، مما ورد على لسان الصادق المصدوق صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الترهيب والتخويف من مزالق اللسان المهلكة: كالغيبة، والنميمة، والبهت، والفخر، والتعالى، والسباب، والتنابز بالألقاب، والانبساط مع الكبراء، ورفع الكلفة فى التحدث إليهم، وغيرها من الأوزار المردية، والآفات المهلكة.
احفظْ لسانَكَ واستعذ من شرِّه ... إنَّ اللسانَ هو العدو الكاشحُ
وزنْ الكلامَ إذا نطقتَ بمجلسٍ ... فإذا استوى فهناكَ حلمُكَ راجحُ
... *** ...
إنَّ القليلَ من الكلامِ بأهلِه ... حسنٌ وإنَّ كثيرَه ممقوتُ
ما زلَّ ذو صمتٍ وما من مُكْثِرٍ ... إلا يَزلُّ وما يُعابُ صَمُوتُ
إن كان ينطقُ ناطقٌ من فضةٍ ... فالصمتُ درٌ زانَه يَاقُوتُ
... *** ...
لا يعجبنَّكَ من خطيبٍ خطبةً ... حتى يكونَ مع الكلامِ أصيلا
إن الكلامَ لفى الفؤادِ وإنما ... جُعل اللسانُ على الفؤادِ دليلا
... *** ...
¥