تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مرويات مقتل حمزة رضي الله عنه]

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:15 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-

أحبتي في الله كم قرأنا عن غزوة أحد، و ما صاحبها من أحداث، لكن هل فكر أحدنا يوماً ما أن يقف مع كل حدث و ينظر إليه نظرة فاحص ناقد، خاصة بعد أن خرج علينا من يسمون أنفسهم بالمفكرين الناقدين، خرجوا بآراء و نظريات، تدعوا إلى عدم قبول كل ما يقال أو يروى، من معجزات وأمور خارقة للعادة صاحبت تلك الغزوة، و أنا هنا لست بصدد الرد على تلك النظريات – لها مقال مستقل بإذن الله -، و لكن للرد على بعض تلك المرويات التي يدندن حولها المستشرقون، و يصفق و يطبل لها الرافضة، عليهم من الله ما يستحقون؛ ألا وهي قصة مقتل حمزة أسد الله رضي الله عنه وأرضاه، واتهام هند بنت عتبة رضي الله عنها بكونها السبب في تحريض وحشي رضي الله عنه على قتله، و من ثم قيامها بعد ذلك ببقر بطنه و التمثيل به، من إخراج كبده و جدع أنفه وأذنه إلى غير ذلك من الأمور.

أولاً: ذكر المرويات الصحيحة في الموضوع ..

1 - أخرج البخاري في صحيحه (برقم 4072) و أحمد في مسنده (3/ 501) والبيهقي في الدلائل (3/ 241) و الطبري في تاريخه مختصراً (2/ 516 - 517) و ابن إسحاق بسند البخاري و حديثه، أنظر ابن هشام (3/ 102 - 105)، من حديث وحشي نفسه الذي رواه عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، و كان وحشي يسكن حمص، قال: فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حَميت – أي: زق كبير مملوء -، قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا، فرد السلام، قال: و عبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه و رجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله، إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاماً بمكة فكنت أسترضع له – أي أطلب من يرضعه -، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك – زاد ابن إسحاق: و الله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك، فما هي إلا أن وقفت عليّ فعرفتها، قال الحافظ: و هذا يوضح قوله في رواية الباب (فكأني أنظر إلى قدميك يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكأنه هو، و بين الرؤيتين قريب من خمسين سنة، فدل ذلك على ذكاء مفرط ومعرفة تامة بالقافة. الفتح (7/ 426) – قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين – وعينين جبل بحيال أحد بينه و بينه واد – خرجت مع الناس إلى القتال، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب – أي صيره عدماً و هي كناية عن قتله – قال: و كمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته – عانته، و قيل ما بين السرة والعانة – حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً، فقيل لي: إنه لا يهيّج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: أنت وحشي، قلت: نعم، قال أنت قتلت حمزة؟ قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ - وفي رواية عند الهيثمي في المجمع (6/ 121) و الطبراني في الكبير (22/ 139) بإسناد حسن من حديث وحشي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: وحشي؟ قلت: نعم، قال: قتلت حمزة؟ قلت: نعم، و الحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده، فقالت له قريش – أي للنبي صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير