تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-: أتحبه و هو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة و قال: وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله -. قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس – أي لونه مثل الرماد من غبار الحرب -، قال فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال: قال عبدالله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر قول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

2 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين و يقول: أنا أسد الله. ابن سعد (3/ 6) و الحاكم (3/ 194) و صححه و وافقه الذهبي، و انظر سير أعلام النبلاء (1/ 177).

3 - ومن حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال: فانطلق أرناه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على حمزة فرآه وقد شق بطنه، و قد مثل به، فقال: يا رسول الله، مثل به والله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه، و وقف بين ظهراني القتلى فقال: أنا شهيد على هؤلاء، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمي، لونه لون الدم، و ريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآناً فاجعلوه في اللحد. المطالب العالية (برقم 4325) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 119): رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح. و لفظة (أنا شهيد على هؤلاء) أخرجها البخاري (برقم 4079) و أبو داود (برقم 3138) و الترمذي (برقم 1036) والنسائي (3/ 62) وابن ماجة (برقم 1514). من حديث جابر.

4 – و في رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده و مثل به، فجدع أنفه و أذناه. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى ما به: لولا أن تحزن صفية، و يكون سنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، و لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم، فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم و غيظه على من فعل بعمه ما فعل، قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. رواه ابن إسحاق بإسناد منقطع، أنظر ابن هشام (3/ 138 - 139) و روي عن طريقه و عن طريق آخرين و كلها بأسانيد ضعيفة، و لهذا الحديث شواهد منها:-

أ - حديث أبي هريرة رواه الحاكم في المستدرك (3/ 197)، و ابن سعد في الطبقات (2/ 13 - 14) والبزار في مسنده (2/ 326 - 327) والطبراني في الكبير (3/ 156 - 157) والبيهقي في الدلائل (3/ 288) والواحدي في أسباب النزول (ص291) و ابن عدي في الكامل (4/ 1381)، جميعهم من طريق صالح بن بشير المري، و هو ضعيف.

ب - حديث ابن عباس، الذي أخرجه ابن إسحاق، أنظر: ابن هشام (3/ 140) بإسناد ضعيف، لإبهام ابن إسحاق اسم من حدثه.

جـ - و صح من غير هذا الطريق كما رواه الترمذي (5/ 299 - 300) و أحمد كما في الفتح الرباني (18/ 192 - 193) والحاكم (2/ 359) و صححه و وافقه الذهبي.

د - و يستأنس بمرسل محمد بن كعب القرظي الضعيف جداً، و الذي رواه ابن إسحاق، أنظر: ابن هشام (3/ 140) و ذلك لعلتي الإرسال و كون شيخه بريدة بن سفيان من المتروكين.

هـ - و كذلك يستأنس بمرسل عطاء بن يسار الضعيف جداً، والذي رواه ابن إسحاق كما نقله عنه ابن كثير في التفسير (2/ 592) و ذلك لأنه لم يصح إلى مرسله، و فيه رجل مبهم لم يسم كما ذكر ابن كثير، و مثله لا يصح للاستشهاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير