تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد فى ((مسنده)): حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: ((لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ، أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ، وَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاحَةً لا يَرَاهَا أَحَدٌ إلا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا، قَالَتْ: فَوَ اللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي. قَالَ: فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ، قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَقَالَ النَّاسُ: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ) قَالَتْ: ((فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا)).

وفى ذلك يقول الشيخ العلامة محمد عايش عبيد فى ((تغريدة السيرة)):

سمِعَ الرسولُ حديثَ بنتِ الحرثِ جَاءتْ تستعينْ

جاءتْ تريدُ فكاكَها من ذلكَ الرِّقِّ المُهينْ

فأجَابها: هلْ ترتضينَ بخيرٍ مما تطلُبينْ

قالتْ: وما هو يا رسولَ الله؟ سُؤلَ المُستبينْ

فأجَابها: أقضى لديْنكِ ثمَّ بى تتزوجينْ

قالتْ: رضيتُ بما تقولُ أيا رسولَ العالمينْ

فخرٌ لها قدْ أصبحتْ من أمَّهاتِ المؤمنينْ

المسلمون جميعُهم صَاروا بهذا عَارفينْ

قالوا لبعضٍ: أعْتقوا أصَهارَ خير المرسلينْ

قدْ أطلقوا مائةً سَبايا فى عِدادِ المعتقينْ

فزواجُها خَيرٌ على أقْوامها المتشردينْ

قدْ أسْلمتْ وأتى أبوها مُسلماً فى الطائعينْ

وصَداقُها كصَداقِ كلِّ نِسائه للسائلينْ

وبَنُوُ مُصطلقٍ جميعاً أسْلموا متتابعينْ

... *** ...

وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته

الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير