تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).

قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): إن الرحم شِجنة من الرحمن .. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.

والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).

قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).

وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه .. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.

قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.

وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.

روى عن: عبد الرحمن بن عوف.

وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.

ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.

ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي. اهـ. كلام المزي.

قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).

قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.

وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.

قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.

وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد.

(3) وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".

وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير