لم ينشب ورقة أن توفي،
وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله (وفتر الوحي) تقدم القول في مدة هذه الفترة في أول الكتاب، وقوله هنا " فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا " هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل يونس.
وصنيع المؤلف يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه فساق الحديث إلى قوله " وفتر الوحي " ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري فقال " وفتر الوحي فترة حتى حزن " فساقه إلى آخره، والذي عندي أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر، فقد أخرج طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه في أول الكتاب بدونها، وأخرجه مقرونا هنا برواية معمر وبين أن اللفظ لمعمر وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر، وأخرجه أحمد ومسلم والإسماعيلي وغيرهم وأبو نعيم أيضا من طريق جمع من أصحاب الليث عن الليث بدونها، ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا.
وقال الكرماني: هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور، ووقع عند ابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله " فيما بلغنا " ولفظه " فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنا غدا منه " إلى آخره، فصار كله مدرجا على رواية الزهري وعن عروة عن عائشة، والأول هو المعتمد، قوله فيها " فإذا طالت عليه فترة الوحي " قد يتمسك به من يصحح مرسل الشعبي في أن مدة الفترة كانت سنتين ونصفا كما نقلته في أول بدء الوحي، ولكن يعارضه ما أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بنحو هذا البلاغ الذي ذكره الزهري، اهـ
قلت: إذن، زيادة التردي من شواهق الجبال هي من بلاغات الزهري وليست بقيةَ الموصول من حديث عائشة. كما بين ابن حجر،. إذن رواها كما وصلته ولم يقصد البخاري الاحتجاج بها وإنما أوردها كما حصلت عنده واحتجاجه إنما هو بأصل الحديث عن عائشة كعادته في ذلك.
أولا هل نتفق على أن في المتن علة والله أعلم، وهي أن التردي "الانتحار" من شواهق الجبال، لا يليق بأي مسلم وهو ما يفعله عندنا من لم يعرف الإيمان قلبه. فضلا عن أن يكون ذلك من سيد ولد آدم؟؟ الذي بعث للعالمين كافة،
فإن قال قائل كان هذا قبل استتباع الوحي وألفته، فكان ذلك من قبيل بشريته وخِلقته.!!!
قلت فما بال أبي بكر كما تحكي كتب السير، أسلم في أول يوم،فإذا به يأتي بستة أو سبعة من الصحابة في أول أسبوع!!، وسيدنا محمد على عكس ذلك ذهب ليرمي نفسه من أعالي الجبال.!!! ?
أرجو المشاركة ولكم خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 04, 08:56 ص]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك
وما تفضلت به فائدة صحيحة ونفيسة فجزاك الله خيرا
وللفائدة حول الحديث الذي ذكرته ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6950