تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله [للمشاركة]]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 05 - 04, 07:56 ص]ـ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.

أما بعد،،،

فهذا ما ترجح لي حول مسألة: " دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله – تعالى –، وانتظر مشاركات إخواني الأفاضل.

قال ابن قدامة في (المغني): " إذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله – تعالى – استحب وضعه، وقال أنس بن مالك: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه "، رواه ابن ماجة، وأبو داود وقال: " هذا حديث منكر "، وقيل: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضعه؛ لأن فيه محمد رسول الله ثلاثة أسطر، فإن احتفظ بما معه مما فيه ذكر الله – تعالى –، واحترز عليه من السقوط، أو أدار الخاتم إلى باطن كفه فلا بأس، قال أحمد: " الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه، ويدخل الخلاء "، وقال عكرمة: " اقلبه هكذا في باطن كفك، فاقبض عليه "، وبه قال إسحاق، ورخص فيه ابن المسيب، والحسن، وابن سيرين، وقال أحمد في الرجل يدخل الخلاء معه الدراهم: " أرجو أن لا يكون به بأس ".

ونحوه ذكره ابن المنذر في (الأوسط).

وقال البهوتي في (الروض): " ويكره دخوله بشيء فيه ذكر الله – تعالى –، غير مصحف فيحرم ".

فقال ابن قاسم في (حاشية الروض): " قطعاً من غير حاجة، ولا يشك في تحريمه عاقل ".

وقال الشوكاني في (النيل): " الحديث يدل على تنزيه ما فيه ذكر الله – تعالى – عن إدخاله الحشوش، والقرآن بالأولى، حتى قال بعضهم: يحرم إدخال المصحف الخلاء لغير ضرورة، وقد خالف في ذلك المنصور بالله فقال: " لا يندب نزع الخاتم الذي فيه ذكر الله؛ لتأديته إلى ضياعه، وقد نهى عن إضاعة المال "، والحديث يرده ".

وقال نحوه الصنعاني في (سبل السلام).

قال مقيده – عفا الله عنه –: نقل شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم – حفظه الله – في (حاشية منار السبيل) كلام البهوتي وابن قاسم، وأقرهما مع أنه أقر أبا داود في إعلاله لحديث أنس!!

والمسألة ليس عليها دليل، والأصل الإباحة، وأما حديث أنس بن مالك فقد أعله أبوداود في (سننه)، وأقره الألباني في (مختصر الشمائل)، وخالفه ابن حجر في (النكت)، وأعله بتدليس ابن جريج، وقال في (بلوغ المرام): " أخرجه الأربعة، وهو معلول "، وأبعد النجعة الشوكاني حيث قال في (الدراري البهية): " ولم يأت فيه من ضعفه بما تقوم به الحجة في التضعيف ".

وضعف الحديث أيضاً النسائي، والدراقطني، والنووي، وابن القيم، وابن رجب، وابن مفلح، والعراقي، وابن الملقن.

وعلى – فرض صحته فقد صححه المنذري في (الترغيب)، وابن دقيق العيد كما في (الدراري البهية)، وحسنه الترمذي في (سننه) – فإنه لا يدل على التحريم، بل غايته أنه يدل على الاستحباب.

وأما دخول الخلاء بالدراهم – وهي فيها ذكر الله – فقد ققال إبراهيم النخعي: " ليس للناس بد من حفظ أموالهم " (رواه عبدالرزاق، وابن أبي شيبة بسند صحيح).

وقوله هذا للضرورة، وإلا فإنه كره التعاويذ للصبيان، وعلل ذلك بأنهم يدخلون بها الخلاء (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).

وقال ابن أبي نجيح: " كان مجاهد يكرهه " (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).

وقال الحسن: " كان القاسم بن محمد يكرهه " (رواه ابن أبي شيبة بسند جيد).

والقول بالكراهة بعيد جداً، وإن كان قال به الجمهور؛ وذلك لأنه لا دليل في المسألة، إلا حديث معلول، ولو أخذنا بثبوته؛ لأفاد الاستحباب فقط.

ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 06:43 م]ـ

أخي أبا المنهال وفقه المولى ....

أولاً: الترمذي لم يحسن الحديث إنما قال عنه: "صحيح غريب".

وهذا يعني والله أعلم: حديث ظاهره الصحة لكنه معلول!!

وانظر الكلام القيم للعلامة ابن القيم في تهذيب السنن: (1/ 31).

ثانياً: ليس كل حكم لم تثبت فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا دليل عليه!!

فبيع الدين بالدين لم يثبت فيه حديث (نهى عن بيع الكالئ بالكالئ)!!

ولكنه حكم مجمع على حرمته!!

فمصادر التشريع والاحكام ليست محصورة السنة فقط!!

ثالثا: ومع ذلك فقد ثبت في ذلك سنة , وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايذكر الله إلا على طهارة , وتجنب الرد على من سلم عليه حتى تتطهر!!

كل ذلك يدل بقياس الأولى على أن تعظيم ذكر الله مقصد للشارع الحكيم!!

ومعلوم لديك حفظك الله أن قياس الأولى من أقوى الأقيسة في الأصول.

رابعاً: لاينبغي لمسلم مؤمن يعظم اسم الله أن يشك في ذلك الحكم بدليل .... :

أنك أنت ياأخي لاتجرؤ (نحسبك والله حسيبك) بإدخال المصحف إلى الكنيف بغير عذر!!

فلما هذا التحرج في صدرك .... (الإثم ماحاك في الصدر)!!

وصدق ابن قاسم: (ولا يشك في تحريمه عاقل)!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير