[الإعلام بضعف حديث: " أبخل الناس من بخل بالسلام "]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 02:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آل كل، وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا تحقيق لحديث " أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام "، رأيت أن أضعه بين يدي إخواني للمذاكرة.
الحديث أخرجه أبوالشيخ في " الأمثال " (ص 176، 177)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (ج 5 / ص 361)، وفي " الدعاء " (ج 2 / ص 811، 812)، والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (ص 337)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429)، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (ص 53 – 55).
من طريق مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا حفص بن غياث، عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام ".
قال المنذري في " الترغيب " (ج 3 / ص 376): " وهو إسناد جيد قوي ".
قلت: بل هو إسناد شاذ؛ مسروق، قال فيه صالح بن محمد جزرة: " صدوق "، ووثقه ابن حبان.
ولكن خالفه علي بن مسهر عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، موقوفاً.
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (ص 359)، وإسناده صحيح.
وتوبع علي بن مسهر فقد تابعه محمد بن فضيل فرواه في " الدعاء " (ص 220)، عن عاصم، به.
ومحمد بن فضيل صدوق، كما في " التقريب ".
وتابعهما إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، به.
أخرجه أبويعلى في " مسنده " (ج 12 / ص 5) – ومن طريقه الإسماعيلي في " مستخرجه " كما في " الفتح " (ج 9 / ص 477)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429) –، وابن حبان في " صحيحه " (ج 10 / ص 349، 350 – إحسان).
وإسماعيل بن زكريا صدوق يخطئ قليلاً، كما في " التقريب ".
وقد توبع أبا عثمان، فتابعه كنانة – مولى صفية –، عن أبي هريرة، قال: " إن أبخل الناس من بخل بالسلام، والمغبون من لم يرد، وإن حالت بينك وبين أخيك شجرة فاستطعت أن تبدأه بالسلام فافعل ".
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (ص 351)، وأبوالقاسم البغوي في " الجعديات " (ص 390)، وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " (ج 2 / ص 381)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429).
وكنانة هذا لم يوثقه سوى ابن حبان، وتوثيقه لين لهذه الطبقة، وذكره الأزدي في " الضعفاء "، وقال: " لا يقوم إسناد حديثه "، فتعقبه ابن حجر في " التقريب " بقوله: " مقبول، ضعفه الأزدي بلا حجة ".
قلت: أي حيث يتابع، وإلا فلين، وقد توبع هنا.
فتبين مما سبق أن المحفوظ فيه الوقف، وقد صححه موقوفاً ابن حجر في " الفتح " (ج 9 / ص 477).
وللحديث شاهد من حديث عبدالله بن مغفل.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " – كما في " الترغيب " (ج 1 / ص 260) و (ج 3 / ص 376)، وفي " المجمع " (ج2 / ص 120) –، وفي " المعجم الأوسط " (ج 3 / ص 355)، وفي " المعجم الصغير " (ج 1 / ص 209 – الروض)، وفي " الدعاء " (ج 2 / ص 812)، والعسكري في " تصحيفات المحدثين " (ج 2 / ص 902، 903).
من طريق زيد بن الحريش، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبدالله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَسرَق الناس من يسرق صلاته ". قيل: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ قال: " لا يتم ركوعها ولا سجودها، وأبخل الناس من بخل بالسلام ".
قال الطبراني: " لم يروى عن عوف إلا عثمان بن الهيثم، تفرد به زيد بن الحريش، ولا يروى عن عبدالله بن مغفل إلا بهذا الإسناد ".
جوّد إسناده المنذري في " الترغيب " (ج 1 / ص 260) و (ج 3 / ص 376).
وقال الهيثمي في " المجمع " (ج 2 / ص 120): " رجاله ثقات ".
قلت: إسناده ضعيف؛ زيد بن الحريش، ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (ج 3 / ص 561)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن القطان – كما في " الميزان " (ج 8 / ص 109) –: " مجهول الحال ".
قلت: ولكن ذكره ابن حبان في " الثقات " (ج 8 / ص 251)، وقال: " ربما أخطأ ".
فمثله يُحسن حديثه إن شاء الله تعالى.
والحسن مدلس، ولم يصرح بالسماع.
فالحديث ضعيف مرفوعاً، وشاهده لا يزيده إلا ضعفاً، والمحفوظ وقفه، ولا يُقال له حكم الرفع، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب / محمد بن عبده بن محمد.
ليلة الاثنين 20 ربيع الأول 1425 هـ
الموافق 10 مايو 2004 م
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 04:47 م]ـ
الحسن البصري يرسل عن الصحابة ولا يدلس عنهم , فاذا ثبت سماعه من صحابي حملت روايته عنه على السماع , وهذا ما اعتمده البخاري وشيخه ابن المديني.
و (عن) صيغة اتصال لا انقطاع.
وقولهم (الحسن مدلس ولم يصرح بالسماع) شنشنة نعرفها من أخزم.