ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ قد تراجع عن تقوية حديث أبي مالك الأشعري وحكم عليه بالإنقطاع، كما في تحقيقه للـ ((الكلم الطيّب))، فليراجع ..
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[30 - 05 - 04, 11:30 م]ـ
وهناك علة مهمة في هذا الحديث لم أرَ أحداً نبّه عليها في هذا الموضوع
مع أنها قد تكون الأهم والعلم عند الله.
وهي الانقطاع بين محمد بن اسماعيل بن عياش وبين أبيه
وقد عيب عليه التحديث عن أبيه بغير سماع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:27 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أكرم رسل الله. وبعد ..
حديث أبى مالك الأشعرى مرفوعاً ((إذا ولج الرجل فى بيته فليقل: اللهم إنى أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلِّم على أهله)).
أقول: حديث بيِّن الأمر فى الضعف، وإن صحَّحه جمع من فضلاء الوقت، ونبهاء العصر.
ومن بينهم الشيخ الألبانى فى ((صحيحته)) (رقم225)، وقد علَّق عليه بتنبيهٍ قائلاً: ((وقد وهم شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ حيث جعل الحديث من أوراد الدخول إلى المسجد، فإنه قال فى ((الرد على الأخنائى)) (ص95): وعن محمد بن سيرين: كان الناس يقولون إذا دخلوا المسجد: صلَّى الله وملائكته على محمد، السلام عليك أيها النَّبىُّ ورحمة الله وبركاته، بسم الله دخلنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله توكلنا، وكانوا يقولون إذا خرجوا مثل ذلك. ثم قال: وفيه حديث مرفوع فى ((سنن أبى داود)) أنه كان يقال عند دخول المسجد)) اهـ.
قلت: فالشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ يرد على شيخ الإسلام ابن تيمية اعتبار الذكر الوارد من أذكار دخول المسجد، وإن كان هذا الاعتبار جائزاً من جهة تنقيح المناط، وشيخ الإسلام أمكن وأعلى منزلة فى الأصول وتطبيقاتها، هذه واحدة.
وأما الثانية، فإن تصحيح الألبانى للحديث مما يُرد عليه، ولا ينبغى أن يتلقى بالقبول ولا الاستحسان، وقد أحسن وأجاد إذ تراجع عن الخطأ، واستدرك ما فاته مما لم يلتفت إليه من ضعف الإسناد.
فقد قال الشيخ الألبانى، عقب هذا الحديث بالنص: ((أخرجه أبو داود فى ((سننه)) (5096) عن إسماعيل حدثنى ضمضم عن شريح عن أبى مالك الأشعرى قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح. رجاله كلهم ثقات، وإسماعيل هو ابن عياش، وهو صحيح الحديث عن الشاميين، وهذا منها، فإن ضمضم وهو ابن زرعة شامى حمصى، وشريح هو ابن عبيد الحضرمى الحمصى ثقة، فالسند كله شامى حمصى)) اهـ.
وأقول: فهكذا اقتصر الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ على بعض الطريق إلى الرواية، ولم يذكر الراوى عن ابن عيَّاش، وهو ابنه: محمد بن إسماعيل بن عياش، فهو آفة الرواية على التحقيق، وعلتها عند التدقيق. وهو بيِّن الأمر فى الضعفاء، ولا يخفى حاله على من له أدنى معرفة بالحديث. والشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ حين يتراءى له، يذكر فيه قول أبى حاتم: ((لم يسمع من أبيه شيئاً))، وقول أبى داود: ((ليس بذاك)).
واعتبره فى ذلك، بما علَّق به على ما أخرجه ابن أبى عاصم فى ((كتاب السنة)) (12) قال: ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله، فإنه مثله)).
فقال فى ((ظلال الجنة)): ((إسناده ضعيف. محمد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في ((التقريب)): عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. فقوله في هذا الحديث ثنا ابي كأنه كذب. وقد قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه على أن يحدث فحدث)) اهـ بنصه.
ومن التنبيه الواجب: الإعلام بأن محمد بن إسماعيل بن عيَّاش يحدث عن أبيه عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى، بنسخة أكثرها ضعاف ومناكير، وأحاديث هذه النسخة فى ((المعجم الكبير)) (3/ 298:293).