[إتحاف الرفيق بما صح من روايات بسجود النبي بالنجم و دحض قصة الغرانيق]
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:31 م]ـ
باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه.
إخواني الأحبة هذا بحث أشار فيه علي بعض إخواني الأفاضل من المطلعين و المشتغلين أن أنشره بينكم حتى تعم الفائدة إن شاء الله.
و لما لم أكن أحسن التعامل جيدا مع هذا الجهاز فأستميح إخواني عذرا على عدم إرفاقه بصيغة " الوررد "، و لعل أحد الأحبة يقوم به إن شاء الله.
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه
باسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله، فلا مضل له، و من يضلل، فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
?يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ?
?يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ?
? يَا أيّهَا الذَيِنَ آمَنُوْا اتّقُوْا اللهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً?
أما بعد:
فإن أحسن الكلام كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاثها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة.
فهذا بحث ينظر في مرويات قصة سجود النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ سورة النجم و سجد معه المسلمون و المشركون، و يبين بإذنه تعالى الصحيح الثابت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يدحض في ضوئه الزيادات المنكرة الواردة في قصة الغرانيق الباطلة.
بين يدي البحث:
إن الباحث في مرويات حادثة سجود النبي صلى الله عليه و سلم بالنجم و سجود المسلمين و المشركين معه، يجدها تنقسم إلى قسمين رئيسين:
الأول منهما: ما ثبت سندا و صح متنا، و جاء عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم مما لا يمكن الطعن فيه بحال من الأحوال.
و كان من اللازم أن يكون نقد جميع المرويات في ضوء هذه الروايات الصحيحة.
وتنكُب هذا المسلك أوقع جمعا من أهل العلم في بعض الأوهام، وصل بعضها إلى شناعة تصحيح زيادات منكرة جدا كقصة الغرانيق على اختلاف ألفاظها.
الثاني منهما: ما جاء في كتب التفسير والغرائب و الأفراد من روايات جلها مناكير من مقاطيع و معضلات و أحسنها حالا بعض المراسيل.
و لقد اختلف أهل العلم في هذه المرويات على أقسام:
- فمنهم من ردها جملة و تفصيلا دون نقد لآحادها و مفرداتها لنكارتها الظاهرة.
- و منهم من ردها ناقدا لمروياتها.
- و منهم من رد جملة منها و صحح بعض المراسيل الواردة في ذلك و صحح أصل القصة بالزيادات المنكرة (قصة الغرانيق).
فكان إذن مدار البحث عند جملة المتأخرين على هذه المراسيل على اتفاقهم على تصحيح بعض مفرداتها:
- فمنهم من جعل للقصة أصلا، بناءا على تعدد المراسيل الصحيحة.
- و منهم من رد القصة مع تصحيحه لبعض تلك المراسيل، و لم ير حجة فيها لعدم اختلاف المخرج و غيره.
و حصل عندهم تصحيح أربع طرق:
- مرسل سعيد بن جبير (و هو أقوى ما جاء من هذه المراسيل باعتراف الحافظ بن حجر).
- مرسل قتادة.
- مرسل أبي العالية.
- مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما (و اعتمده السيوطي في الدر المنثور و قال رجاله ثقات).
و لقد انصب البحث على هذه الروايات، دون الرجوع إلى أصل القصة الصحيحة الواردة عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم بالأسانيد الجياد في الصحاح و السنن و غيرها و التي كان لزاما على أي باحث أن يجعلها المرجع المحكم في الحكم على كل المرويات المتعلقة بهذه القصة.
¥