تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبادة الأوثان، ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا، ولو أقرونا استقررنا. فقال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى عليه السلام، قال جعفر: وأما التحية فإن رسولنا أخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام، وأمرنا بذلك فحييناك بالذي يحيي به بعضنا بعضا. وأما عيسى ابن مريم عليه السلام فهو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وابن العذراء البتول، فخفض النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا وقال: والله ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود. فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك. فقال النجاشي: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله عز وجل الناس في حين رد إلي ملكي، فأنا أطيع الناس في دين الله؟ معاذ الله من ذلك. وكان أبو النجاشي ملك الحبشة، فمات، والنجاشي غلام صغير، فأوصى إلى أخيه أن إليك ملك قومي حتى يبلغ ابني، فإذا بلغ فله الملك، فرغب أخوه في الملك فباع النجاشي من بعض التجار، فقال للتاجر: دعه حتى إذا أردت الخروج فآذني، فأدفعه إليك، فآذنه التاجر بخروجه، فأرسل بالنجاشي حتى أوقفه عند السفينة ولا يدري النجاشي ما يراد به، فأخذ الله عز وجل عمه الذي باعه صعقا فمات، فجاءت الحبشة بالتاج فجعلوه على رأس النجاشي، وملكوه. فلذلك قال النجاشي: والله ما أطاع الله الناس في حين رد الله علي ملكي، وزعموا أن التاجر الذي كان ابتاعه قال: ما لي بد من غلامي الذي ابتعت أو مالي قال النجاشي: صدقت، فادفعوا إليه ماله. فقال النجاشي حين كلمه جعفر بما كلمه وحين أبى أن يدفعهم إلى عمرو: أرجعوا إلى هذا هديته - يريد عمرو بن العاص، والله لو رشوني في هذا دبر ذهب - والدبر في لسان الحبشة الجبل - ما قبلته. وقال لجعفر وأصحابه: امكثوا فإنكم سيوم، والسيوم الآمنون، قد منعكم الله عز وجل. وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق وقال: من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة تؤذيهم فقد رغم، أي فقد عصاني. وكان الله عز وجل قد ألقى العداوة بين عمرو بن العاص وعمارة في مسيرهما قبل أن يقدما إلى النجاشي، ثم اصطلحا حين قدما على النجاشي ليدركا حاجتهما التي خرجا إليها من طلب المسلمين، فلما أخطأهما ذلك رجعا إلى أشد ما كانا عليه من العداوة وسوء ذات البين، فمكر عمرو بعمارة، فقال: يا عمارة إنك رجل جميل فاذهب إلى امرأة النجاشي فتحدث عندها إذا خرج زوجها؛ فإن ذلك عون لنا في حاجتنا، فراسلها عمارة حتى دخل عليها، فلما دخل عليها انطلق عمرو إلى النجاشي، فقال له: إن صاحبي هذا صاحب نساء، وإنه يريد أهلك؛ فاعلم علم ذلك، فبعث النجاشي فإذا عمارة عند امرأته، فأمر به فنفخ في إحليله، ثم ألقي في جزيرة من البحر فجن واستوحش مع الوحش، ورجع عمرو إلى مكة قد أهلك الله صاحبه وخيب مسيره ومنعه حاجته "

وقد روينا قصة إلقاء الشيطان في أمنيته عن محمد بن إسحاق بن يسار.

وروى محمد بن إسحاق بن يسار قصة عثمان بن مظعون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سماعا منه عمن حدثه، وذلك فيما أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أن أبا العباس الأصم حدثهم قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فذكر القصتين، بمعنى موسى بن عقبة

، وأما قصة الهجرة فهي مروية في أحاديث موصولة *

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:17 ص]ـ

وأما قوله إن مرسل الزهري منافيا لروايته لحديث أم سلمة فغير صحيح كذلك كما سبق في مرسل أبي بكر بن الحارث.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:22 ص]ـ

وجزى الله الأخ محمد الأمين في بيانه حول مراسيل أبي العالية

ويضاف لما ذكره حفظه الله مارواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من عدة طرق (18/ 174 - 175)

(قال أبو العالية كنا نسمع بالرواية عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالبصرة فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم) انتهى.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:44 ص]ـ

قال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (10/ 290)

فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالى وكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فى ذلك خطأ باتفاق المسلمين

ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته؟

هذا فيه قولان

والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول

ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا

وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فى أمنيته) هو حديث النفس!!

وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم)

فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير