تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يصح أيضًا ما يذكره بعض الحنابلة عن الإمام أحمد أنه رجع عن القول بالمنع إلى الجواز، وإنما اعتمدوا في قولهم هذا على ما رواه أبو بكر الخلال في (القراءة عند القبور) ونقله عنه ابن القيم في كتابه (الروح) (ص/13)، وقد روى الخلال القصة عن ......... )).

فذكر المؤلف القصة مطولة ثم نقل عن الشيخ الألباني تضعفه لهذه القصة، وتكلم على ضعفها ثم قال:

((ثم أين كان أصحاب الإمام أحمد رحمه الله المشاهير الملازمين له حينما رجع عن قوله بالبدعية إلى الجواز؟ أين كانوا؟ [حاشية: وقد توافر النقل عن الإمام بخلاف هذه القصة المنكرة، والله أعلم.])). انتهى

ونقل المؤلف عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء والفتاوى والاختيارات العلمية قوله: ((القراءة على الميت بعد موته بدعة)) وقال تلميذه البار ابن القيم رحمه الله في الزاد: ((ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجتمع للعزاء ويقرأ له القرآن لا عند قبره ولا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة)).

وَعَقَّبَ المؤلف على كلام ابن القيم رحمه الله بقوله: ((وهذا هو الأجود والأصح من كلامه في كتاب الروح (ص/10 ـ 11). وفي (التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث) للعلامة بكر أبي زيد حفظه الله قال (ص/89): (القراءة عند القبر والتلقين لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا محررٌ عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى في مواضع) أهـ

وفي كتابه (الدين الخالص) (8/ 99 ـ 102) بحث السبكي رحمه الله وعفا عنه المسألة وقال في بداية بحثه لها: (يكره تحريمًا عند النعمان ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة) أهـ وختم بحثه لها قائلاً: (فلو كانت القراءة عند القبر مشروعة لفعله السلف، ولنُقِل إلينا منه الكثير، وكنه لم يكن، فالراجح الذي تشهد له الأدلة الثابتة أن قراءة القرآن عند القبر مكروهة؛ لأنه لم يثبت فيها حديث مرفوع صحيح ولا حسن ولم ينقل عن أحد من الصحابة ولا التابعين، ولذلك قال الإمام أحمد: (القراءة عند القبر بدعة)، وتقدم الجواب عما استند إليه القائلون بالاستحباب. والله الموفق للصواب)) انتهى ما قاله مؤلف الكتاب المشار إليه آنفًا.

ثم نقل المؤلف بدعية ذلك عن الألباني وأحمد بن حجر آل بوطامي قاضي المحكمة الشرعية بقطر، وحذَّر المؤلف من مذهب الغزالي والقرطبي في التذكرة في إجازة ذلك، مع التنبيه على وهاء الاعتماد في هذا الباب على الرؤى والحكايات التي ذكرها الغزالي والقرطبي.

وبهذا القدر الذي نقلته لك أخي خالد حفظك الله أكون قد ذكرتُ لك ملخصًا للفصل الخاص بالقراءة عند القبر من الكتاب المشار إليه، وإذا أردت الزيادة فلعل بعض إخوانك يتكرم بكتابة الكتاب على الحاسب ووضعه لك هنا، وبإمكاني إرسال صورة ورقية من الكتاب لمن أراد كتابتها لإخوانه في الملتقى.

أما حكاية ما جرى عند وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فأنتَ خبير بضعف هذا في الاستدلال، فلا تُعَرِّجِْ عليه.

وجزاكم الله خيرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[الظافر]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:40 م]ـ

القراءة عند القبر لا تجوز.

قال أبو داود السجستاني: (سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا) (1).

قال الشيخ عبد الله بن حميد (ت1402هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قراءة القرآن على القبور من البدع التي لا أصل لها، فلا ينبغي أن يقرأ القرآن على القبور في أظهر قولي العلماء) (2).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (والصحيح أن القراءة على القبر مكروهة، سواء كان ذلك عند الدفن أو بعد الدفن، لأنه لم يعمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عُهد عن الخلفاء الراشدين، ولأنه ربما يحصل منه فتنة لصاحب القبر، فاليوم يقرأ عنده رجاء انتفاع صاحب القبر، وغداً يقرأ عنده رجاء الانتفاع بصاحب القبر، ويرى أن القراءة عنده أفضل من القراءة في المسجد فيحصل بذلك فتنة) (3).

وقال في موضع آخر: (قراءة القرآن على القبور بدعة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مسائل الإمام أحمد لأبي داود (ص:224).

(2) فتاوى سماحة الشيخ عبدالله بن حميد (ص:160).

(3) الشرح الممتع (5/ 463 - 464).

(4) فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين، جمع أشرف عبدالمقصود (1/ 166).

ـ[يحيى القطان]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:44 م]ـ

أظفرك الله أخي الظافر، وبارك فيك

هكذا فلتكن الفتوى، وهذه هي النقول لمن شاء.

بارك الله في الظافر وجزاه خيرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير