تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طلب تخريج لحديث إن الله سيؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم.]

ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:43 م]ـ

أرجو تخريج هذا الحديث.

وجازاكم الله خير.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 06 - 04, 09:02 م]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو الزهراء الشافعي

أرجو تخريج هذا الحديث.

وجزاكم الله خير.

الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..

(الأول) حدبث أنس، وله طريقان:

[الأولى] أبو قلابة عن أنس

أخرجه النسائى ((الكبرى)) (5/ 279/8885)، وابن حبان (4517)، وابن حزم ((المحلى)) (11/ 113)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (6/ 234/2251) من طريق رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).

وأخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (2737) من طريق ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً بمثله.

وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عباد بن منصور ومعمر بن راشد. تفرد به عن عباد: ريحان، وعن معمر: رباح بن زيد)).

قلت: وأمثل إسناديه عن أيوب، بل أمثل أسانيده وأصحها ((معمر عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس))، ورجاله ثقات كلهم على رسم مسلم، خلا رباح بن زيد الصنعانى، وهو ثقة ثبت أثنى عليه عبد الله بن المبارك. وكان أحمد بن حنبل يقول: إنى أحبّ رباحاً وأحبّ حديثه وأحبّ ذكره. وأكثر من ذكر حديثه فى ((مسنده)) من رواية إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعانى عنه.

وقال أبو حاتم الرازى: ثقة جليل. وناهيك بهذا من أبى حاتم.

[الثانية] الحسن عن أنس.

أخرجه الإسماعيلى ((معجم شيوخه)) (1/ 406)، والطبرانى ((الأوسط)) (1948) و ((الصغير)) (132)، والضياء ((المختارة)) (5/ 231/1863) جميعاً من طريق هدبة بن خالد حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يؤَيِّدُ الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).

وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن المعلى إلا حماد بن زيد، تفرد به هدبة بن خالد)).

قلت: ورجال إسناده موثقون كلهم، وإنما يخشى تدليس الحسن أو إرساله، وإن كان ذلك غير مؤثرٍ فى صحة الحديث لثبوت وصله من حديث أنس بن مالك بالطريق السالفة.

فقد ذكر البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (5/ 94/260): ((عبد الله بن زيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى يؤيد الدين بمن لا خلاق له، والحسد يأكل الحسنات)). قاله عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش)).

كما ذكر مثله ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (5/ 59/274).

(الثانى) حدبث أبى بكرة الثقفى.

أخرجه أحمد (5/ 45)، والطبرانى كلاهما من طريق حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرِينَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).

قلت: والحديث بهذا الإسناد عن الحسن البصرى أوثق، فإنه من رواية جمع عنه، وسماع الحسن من أبى بكرة ثابت.

(الثالث) حدبث كعب بن مالك الأنصارى.

أخرجه أبو نعيم ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (4/ 144) من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).

قلت: والحديث بهذا الإسناد حسن غريب، لم يروه عن ابن كعب بن مالك عن أبيه غير الزهرى، تفرد به عنه سفيان بن حسين. قال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن حسين الواسطي ثقة، وكان يؤدب المهدى، وحديثه عن الزهرى فقط ليس بذاك، إنما سمع من الزهرى بالموسم. وقال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس، وليس من أكابر أصحاب الزهرى.

والأصل الشاهد لصحة الحديث وثبوته: حديث أبى هريرة عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).

أخرجه البخارى فى ((كتاب المغازى)) (4204) قال: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: شهدنا خيبر، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلامَ: ((هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ))، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: ((قُمْ يَا فُلانُ، فَأَذِّنْ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).

وأخرجه مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (111): حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا ... فذكره بنحوه.

وكتبه أبو محمد الألفى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير