(ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء)
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الآمين.
وبعد: فهل يتفضل علينا أحد الإخوان بذكر درجة حديث (ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:11 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فحديث: " ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء "، لا أصل له مرفوعاً، وورد موقوفاً على ابن مسعود.
أخرجه الطيالسي في " مسنده " (246) – ومن طريقه أبونعيم في " حلية الأولياء " (1/ 375، 376)، وفي " تثبيت الإمامة " (، 214)، والبيهقي في " الاعتقاد " (، 448)، وفي " المدخل إلى السنن الكبرى " (49) –، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 112 / 8583)، وابن الأعرابي في " معجمه " (2/ 84)، والبيهقي في " المدخل إلى السنن الكبرى " (49)، وابن حزم في " الإحكام " (6/ 194).
عن، المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال:
" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد – صلى الله عليه وسلم – خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء ".
والمسعودي ثقة – كما قال ابن معين وغيره – لكنه اختلط، ولكن سماع الطيالسي منه كان قبل الاختلاط، فإن الطيالسي بصري، وقد قال أحمد: " إنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد ".
ولكن تابعه حمزة الزيات، عن عاصم، به.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
وخالفهما أبوبكر بن عياش فرواه: عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود.
أخرجه أحمد في " مسنده " (1/ 379 / 3600) – ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " (3/ 78، 79) –، والبزار في " البحر الزخار " (5/ 212 / 1816)، والقطيعي في " زوائد فضائل الصحابة " (541)، والآجري في " الشريعة " (2/ 413، 414/ 1204، 1205، 1206)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 112 / 8582)، وابن النقور في " فوائده " (32)، وابن الأعرابي في " معجمه " (2/ 84).
قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في " المجمع " (1/ 178)، (8/ 253): " رجاله موثقون ".
وتابعه ابن عيينة، عن زر، به.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
وخالفهم نصير بن أبي الأشعث فرواه: عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومسلم بن صبيح، عن ابن مسعود.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
ونصير وثقه أبوحاتم وأبوزرعة وغيرهما.
وللأثر طريق أخرى.
أخرجه البزار في " البحر الزخار " (5/ 119 / 1702)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 115 / 8593)،،في " المعجم الأوسط " (4/ 58 / 3602).
من طريق عبدالسلام بن حرب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله، به.
قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله إلا عبدالسلام ".
وعبدالسلام، ثقة حافظ له مناكير، كما في " التقريب " (1/ 599).
وخالفه ابن عيينة فرواه: عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن ابن مسعود.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
قلت: حسنه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (959)، وأقره حسين بن مهدي النعيمي في " معارج الألباب " (، 43)، وصحح إسناده الألباني في " الضعيفة " (533).
ولكني أتوقف فيه، لشدة الاضطراب في إسناده.
وورد نحوه من حديث أنس – رضي الله عنه – مرفوعاً.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (4/ 165)، ومن طريقه ابن الجوزي في " الواهيات " (1/ 281 / 452).
من طريق سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا أبان بن أبى عياش، وحميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلباً اتقى من أصحابي، ولذلك اختارهم فجعلهم أصحاباً، فما استحسنوا فهو عند الله حسن، وما استقبحوا فهو عند الله قبيح ".
قال الخطيب: " تفرد به أبوداود النخعي ".
وقال ابن عبدالهادي – كما في " كشف الخفاء " (2/ 245) –: " روي مرفوعاً عن أنس بإسناد ساقط، والأصح وقفه على ابن مسعود ".
وقال الألباني في " الضعيفة " (532): " موضوع ".
قلت: وهو كما قال، فإن سليمان بن عمرو النخعي، قال أحمد: " كان يضع الحديث "، وقال ابن معين: "معروف بوضع الحديث " وقال: " كان أكذب الناس ".
وقال ابن حجر في " اللسان " (4/ 101): " الكلام فيه لا يحصر، فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن يعد كلامهم في الجرح، وألفوا فيه فوق الثلاثين نفساً ".
هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
وكتب: محمد بن عبده بن محمد.
¥