قال الحاكم: " صحيح على شرطهما "، ووافقه الذهبي.
وتابع الأعمش، الحكم بن عتبة، عن أبي ظبيان، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 259)، وعبدالله بن أحمد في " السنة " (872).
وتابعهما ابن مسهر، عن أبي ظبيان، به.
أخرجه الفريابي في " كتاب القدر " (76).
2 - عن مجاهد، عن ابن عباس، قال - وذكر له قوم يتكلمون في القدر -، فقال: إن الله - عز وجل - كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
أخرجه الفريابي في " كتاب القدر " (77 و 78)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وفي " تاريخه " (1/ 34)، والآجري في " الشريعة " (1/ 359، 360 و 413، 414/ 389 و 484)، وابن بطة في " الإبانة " (1370)، وأبوإسحاق الهروي - كما في " الفتح " (13/ 416) -، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (4/ 669، 670/ 1223).
من طريق سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد، به.
3 - عن مقسم، عن ابن عباس، قال: إن أول ماخلق الله - عز وجل من شيء القلم، فخلقه من هجاء، فقال: قلم؛ فتصور قلم من نور، ظله ما بين السماء والأرض، فقال: اجر في اللوح المحفوظ، قال: يا رب! بماذا؟ قال: بما يكون إلى يوم القيامة، فلما خلق الله - عز وجل - الخلق وكل بالخلق حفظة يحفظون عليهم أعمالهم، فإذا كان يوم القيامة عرضت عليهم أعمالهم، فقيل: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} أي من اللوح المحفوظ، قال: فعورض بين الكتابين، فإذا هما سواء.
أخرجه الآجري في " الشريعة " (1/ 229 و 358/ 198 و 386)، وابن بطة في " الإبانة " (1376).
من طريق المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا عصمة أبوعاصم، عن عطاء بن السائب، عن مقسم، به.
وإسناده ضعيف؛ عصمة هذا لم أعرفه، وعطاء بن السائب اختلط، وقد رواه مرة أخرى عن أبي الضحى عن ابن عباس، به.
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (871)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 10)، وفي " تاريخه " (1/ 34)، والأجري في " الشريعة " (1/ 228 و 358، 359/ 196 و 387)، وابن بطة في " الإبانة " (1367 و 1368 و 1369).
رابعاً: حديث أبي هريرة.
أخرجه الفريابي في " القدر " (18)، والآجري في " الشريعة " (1/ 225، 226 و 357/ 193 و 383)، وابن بطة في " الإبانة " (1364)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (17/ 493).
من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن أبي عبدالله مولى بني أمية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول شيء خلقه الله - عز وجل - القلم ث، م خلق النون، وهي الدواة، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما يكون، و ما هو كائن إلى يوم القيامة، فذلك قوله - تعالى -: {نون، والقلم وما يسطرون}، ثم ختم على فيِّ القلم فلم يتكلم إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل، فقال: وعزتي لأكملنّك فيمن أحببت، ولأنقصنّك فيمن أبغضت ".
إسناده ضعيف؛ الحسن بن يحيى الخشني صدوق سيء الحفظ كما قال أبوحاتم، وبقية رجاله ثقات.
وأبوعبدالله مولى بني أمية اسمه ناصح ووثقه أبوزرعة، وقد توبع، فتابعه سمي، عن أبي صالح، به.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (6/ 269)، والسمعاني في " أدب الإملاء " (ص 158).
من طريق محمد بن وهب الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مالك بن أنس، عن سمي، به.
وقال ابن عدي: " وهذا بهذا الإسناد باطل منكر ".
وقال الذهبي في " الميزان " (6/ 363) وفي " سير أعلام النبلاء " (10/ 670): " صدق ابن عدي في أن هذا الحديث باطل "، وأقره ابن حجر في " اللسان " (7/ 40).
قلت: محمد بن وهب قال ابن عساكر: " منكر الحديث ".
خامساً: عن ابن مسعود موقوفاً.
أخرجه ابن وهب في " كتاب القدر " (29)، قال: أخبرني عمرو بن محمد، أن سليمان بن مهران حدثه، قال: قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: إن أول شيء خلقه - عز وجل - من خلقه القلم، فقال له: أكتب، فكتب كل شيء يكون في الدنيا إلى يوم القيامة، فيجمع بين الكتاب الأول وبين أعمال العباد، فلا يخالف ألف ولا واو ولا ميم منها.
قلت: إسناده ضعيف؛ لإعضاله؛ سليمان بن مهران هو الأعمش.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 11:05 م]ـ
جزاك الله على هذا المجهود أخي أبا المنهال ونفع الله بك.
وهذه فائدة عقدية:
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/ 213).
ومن هذا الحديث الذى رواه الترمذى وأبوداود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبى أنه قال (أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة) فهذا القلم خلقه لما أمره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو أول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف فى غير هذا الموضع والمقصود هنا بيان ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
وقال: (2/ 275)
ولفظ الحديث المعروف عند علماء الحديث الذى أخرجه أصحاب الصحيح (كان الله ولا شئ معه وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شئ) وهذا إنما ينفى وجود المخلوقات من السموات والأرض وما فيهما من الملائكة والإنس والجن لا ينفى وجود العرش.
ولهذا ذهب كثير من السلف والخلف الى أن العرش متقدم على القلم واللوح مستدلين بهذا الحديث وحملوا قول (أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة) على هذا الخلق المذكور فى قوله (وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء).