تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمعنى يشمل الجميع، ولا يقتصر على أحد دون أحد، ولذلك عندما جاء السؤال: " من أهل بيته؟ نساؤه؟ كان الجواب:" لا وأيم الله "، وعندما جاء السؤال بمن التبعيضية " أليس نساؤه من أهل بيته؟ " كان الجواب مؤكدا أنهن من أهل البيت " إن نساءه من أهل بيته ".

ورأى قوم أن أمهات المؤمنين لسن من أهل البيت! وأن المراد من أهل البيت ينحصر في أفراد معدودين معلومين! فالمعنى كذلك لا يمتد ليشمل باقي الأقارب الذين أشارت إليهم هذه الروايات!.

وذكر هؤلاء القوم ما رأوا أنه يؤيد ما يذهبون إليه، وقد ناقشتهم، وأثبت عدم صحة قولهم، وبينت هذا بالتفصيل في كتيب" آية التطهير بين أمهات المؤمنين وأهل الكساء "، فليرجع أليه من شاء. . .

خامسا: باقي روايات الثقلين في المسند وغيره: -

بالبحث في كتب السنة نجد روايتين في سنن الترمذي تتفقان مع روايات مسند الإمام أحمد الستة التي أشرنا إليها من قبل. ونذكر هنا الروايات الثمانية، ثم نتحدث عنها.

روايات المسند هي:

1 – حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل، يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -: " إني تارك فيم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض " (3/ 14).

2 - حدثنا عبد الله: حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد يعني ابن طلحة، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري،عن النبي --، قال: " إني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني تارك فيم الثقلين، كتاب الله عز وجل، وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما؟ ". (3/ 17).

3 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -: " إني قد تركت فيم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض". (3/ 26).

lass=MsoBodyTextIndent dir=RTL style='margin-right:.05pt;text-indent:-.05pt'>

2 - حدثنا علي بن المنذر كوفي، حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله --: " إني تارك فيم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (حسن غريب).

سادسا: مناقشة الروايات:

هذه هي بقية روايات حديث الثقلين، وبالنظر فيها نجد ما يأتي:

1 - عن أبي سعيد الخدري خس روايات " الأربع الأولى من المسند

(1) انظر مناقب أهل بيت النبي - - في أبواب المناقب من سننه.

والثانية من سنن الترمذي، وهذه الروايات كلها يرويها عطية عن أبي سعيد، وعطية هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، والإمام أحمد نفسه - صاحب المسند - تحدث عن عطية وعن روايته عن أبي سعيد ففال بأنه ضعيف الحديث، وأن الثوري وهشيما كانا يضعان حديثه، وقال: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد، فيوهم أنه الخدري.

وقال أبو حبان: سمع عطية من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات جعل يجالس الكلبي، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله -- كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، وروى عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي، قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.

وقال البخاري في حديث رواه عطية: أحاديث الكوفيين هذه مناكير، وقال أيضا: كان هشيم يتكلم فيه. ولقد ضعفه النسائي أيضا في الضعفاء، وكذلك أبو حاتم، ومع هذا كله وثقه ابن سعد فقال: " كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به". وسئل يحيى بن معين: كيف حديث عطية؟ قال: صالح (2).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير