وأما التقييد المشار إليه ـ لا يخرِّجُ الشيخان لصحابى ليس له إلا راوٍ واحد فى الأصول، وإنما فى الشواهد أو نحوها ـ فهو غير متجه، كما بينته بالأمثلة الثلاثة عن الصحابة: مرداس الأسلمى، وسعيد بن المعلى، وطارق بن أشيم. وهو عند التحقيق مخالف للاستقراء التام لصنيع الشيخين فى ((صحيحيهما))!!.
ولو شئت ذكرته ببيان أوفى مما هنا حتى فى غير الصحابة، وإن كان فى غيرهم من التابعين ليس بهذا الوضوح، إحقاقاً للحق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:20 ص]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
أهبان بن صيفى الغفارى
قال أبو عيسى (2203):
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَتْ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَبِي، فَدَعَاهُ إِلَى الْخُرُوجِ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ عَهِدَ إِلَيَّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، فَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ بِهِ مَعَكَ، قَالَتْ: فَتَرَكَهُ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
ترجمة الصحابى
أهبان بن صيفى، ويقال وهبان، أبو أسلم الغفاري. له صحبة. سكن البصرة، وبها مات، وأوصى أن يكفن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب بالبيت.
راوده علي بن أبي طالب على الخروج معه يوم الجمل، وكان قد اتخذ سيفاً من خشبٍ، فقال له: إن شئت خرجت معك به، فقد أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكِ ـ يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: ((سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ))، فَقَدْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ، وَكَسَرْتُ سَيْفِي، وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
روى عنه: زهدم بن الحارث الغفاري، وابنته عديسة بنت أهبان.
أخرج الطبرانى ((الكبير)) (1/ 293/862) قال:حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان قالت: حين حضر أبي الوفاة، قال: لا تكفنوني في ثوب مخيط، فحيث قبض وغسل، أرسلوا إلي: أن أرسلي الكفن، فأرسلت إليهم بالكفن، قالوا: قميص، قلت: إن أبي قد نهاني أن أكفنه في قميصٍ مخيط، فأرسلت إلي القصَّار، ولأبي قميص في القصارة، فأتي به، فألبس وذُهب به، فأغلقت بابي وتبعته، فرجعت والقميص في البيت، فأرسلت إلى الذين غسلوا أبي، فقلت:كفنتموه في قميص؟، قالوا: نعم، قلت: هو هذا؟، قالوا: نعم.
وأخرجه اللألكائى فى ((كرامات الأولياء)) (108) من طريق إسماعيل بن علية ثنا عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان بن صيفي قالت: أوصاني أبي أن يكفن في ثوبين، قالت: فكفن في ثوبين وقميص، فلما أصبحنا من الغد من يوم دفناه، إذا نحن بالقميص الذي كفن فيه على المشجب.
قال أبو عمر بن عبد البر ((الاستيعاب)) (1/ 116): ((وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم، منهم: سليمان التيمي، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى عن المعلي بن جابر بن مسلم عن عديسة بنت أهبان عن أبيها)).
وليس له فى ((الكتب الستة)) غير حديثه فى ترك القتال فى الفتنة.
تخريج الحديث
¥