ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:17 ص]ـ
الحمد لله المعز لأوليائه. المذل لأعدائه. حمداً يوجب رضوانه. ويستوهب إحسانه. والصلاة والسلام على موضح آياته. ومبلِّغ كلماته. وبعد ...
(الخامس) حديث أبى هريرة
أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 61)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 151) من طريق عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسى عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم تغاثون، وبهم ترزقون، وبهم تمطرون)).
قال أبو حاتم بن حبان: ((هذا كذب. عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف أبو عوف؛ شيخ كان بطرسوس يضع الحديث لا يحل ذكره إلا علي سبيل القدح فيه)).
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
(السادس) حديث أبى سعيد الخدرى
أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 439/10893) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى أنا سلمه بن رجاء عن صالح المري عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو غيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، ولكن إنما دخلوها برحمة الله، وسخاوة الأنفس وسلامة لجميع المسلمين)).
قلت: وهذا حديث منكر، وله ثلاث آفات:
(الأولى) صالح بن بشيرٍ المرى القاص، منكر الحديث جداً يحدث عن قوم ثقات أحاديث مناكير. قال أحمد: كان صاحب قصص يقص ليس هو صاحب آثار وحديث ولا يعرف الحديث. وقال عمرو بن علي الفلاس: هو رجل صالح منكر الحديث جداً، يحدث عن الثقات بالأباطيل والمنكرات. وقال البخاري: منكر الحديث ذاهب الحديث. وقال السعدي: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
(الثانية) الانقطاع، فإن الحسن البصرى لم يسمع أبا سعيد الخدرى. قال الحافظ أبو سعيد العلائى ((جامع التحصيل)) (1/ 163): ((قال علي بن المديني: رأى الحسن أم سلمة، ولم يسمع منها، ولا من أبي موسى الأشعري، ولا من الأسود بن سريع، ولا من الضحاك بن سفيان، ولا من جابر، ولا من أبي سعيد الخدري، ولا من ابن عباس، ولا من عبد الله بن عمر، ولا من عمرو بن تغلب، ولم يسمع من أبي برزة الأسلمي، ولا من عمران بن حصين، ولا من النعمان بن بشير، ولم يسمع من أسامة بن زيد شيئا، ولا من عقبة بن عامر، ولا من أبي ثعلبة الخشني)).
قلت: وهذا كما قال؛ إلا سماعه من عمرو بن تغلب. ففى ((كتاب الجهاد)) من ((صحيح البخارى)) (2/ 157. سندى): حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول حدثنا عمرو بن تغلب قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَالَ الشَّعَرِ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ)).
(الثالثة) المخالفة، فقد رواه جماعة عن صالح المرى عن الحسن مرسلا، وسلمة بن رجاء التيمي الكوفي صدوق يغرب، ويتفرد بما لا يتابع عليه.
فقد أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 439) من طريق يحيى بن يحيى أنا صالح المري عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بدلاء أمتي .. )) بنحوه، هكذا مرسلاً.
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
(السابع) حديث عبد الله بن مسعود
أخرجه أبو نعيم ((الحلية)) (1/ 8)، ومن طريقه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 150) من طريق محمد بن السرى القنطري ثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ثنا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني ثنا عثمان بن عمارة ثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إن لله عزَّ وجلَّ في الخلق ثلاثمائة، قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون، قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة، قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق خمسة، قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة، قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد، قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فاذا مات الواحد أبدل الله عز وجل مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت، ويدفع البلاء))، قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟، قال: ((لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء)).
قال أبو الفرج: ((إسناده مظلم، كثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف)).
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
قلت: وبقية أحاديث الأبدال مراسيل لا تنتهض بمثلها الحجة، كيف وقد بان أن المرفوعات كلها واهية بمرة.
¥