ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:23 م]ـ
الحمد لله الذى نضَّر وجوه أهل الحديث وجعلها حسانا. وزادهم لتعزيرِهم ونصرتِهم نبيَه بِراً وجوداً وإحسانا. والصلاة والسلام الزاكيان على المبعوث بالهداية العامة فضلاً وامتنانا. وبعد ..
الحديث التاسع: حديث مطر بن عكامس
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 102) من طريق قبيصة بن عقبة وأبى حذيفة النهدى وعباد بن موسى ثلاثتهم قال ثنا الثورى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ لِرِجُلٍ موتاً بِبَلْدَةٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً)).
وأخرجه كذلك (1/ 102) من طريق أبى حمزة السكرى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ما جعل الله أجل رجل بأرض إلا جعلت له فيها حاجة)).
وقال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعا على إخراج جماعة من الصحابة ليس لكل واحد منهم إلا راو واحد، وله شاهد آخر من رواية ثقات)).
وأخرجه كذلك أحمد (5/ 227)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 400/1750)، والترمذى (2146)، والدورى ((تاريخ ابن معين)) (3/ 42)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 343/807) و ((الأوسط)) (2596)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 119)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (1396) من طرق عن سفيان الثورى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ به نحوه.
وتابعهما ـ أعنى الثورى وأبا حمزة ـ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ: إسرائيل، وقيس بن الربيع، وحُديج بن معاوية.
فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (20/ 344/808)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 120) من طريقين عن إسرائيل عَنْ أَبِي إِسْحَقَ به نحوه.
وأخرجه ابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 119) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيني نا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق بنحوه.
وأخرجه عبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (5/ 227) قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ أَبُو سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُقَدَّرُ لأَحَدٍ يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا حُبِّبَتْ إِلَيْهِ، وَجُعِلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ)).
قلت: والحديث عن سفيان الثورى أكثر وأشهر، فقد رواه عنه: محمد بن يوسف الفريابى، وأبو داود الحفرى، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدى، وقبيصة بن عقبة، وبشر بن السرى، وأبو عتبة عباد بن موسى الأزرق، ومؤمل بن إسماعيل.
والثورى أقوم الخمسة بالحديث، فقد كفانا اختلاط أبى إسحاق، فهو من قدماء أصحابه ممن سمع منه قبل الاختلاط. ولكن لم يثبت سماع أبى إسحاق من مطر، ولا سماع مطر من النبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولهذا اختلفوا فى صحبة مطر بن عكامس. فأثبتها له ابن حبان، وأكثرهم يدخل حديثه فى مسانيد الصحابة، كالإمام أحمد، والطبرانى، وابن قانع، والحاكم أبى عبد الله وغيرهم. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عنه ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال: لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث. وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه هل له صحبة؟، فقال: لا يعرف، قلت: فله رؤية؟، قال: لا أدري. وقال ابن أبى حاتم عن أبيه: ليست له صحبة.
وقالَ أَبو عيسى: ((وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَلا يُعْرَفُ لِمَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ)).
قلت: وتحسين الترمذى للحديث متجه، وإن لم تثبت لمطر صحبة، فله شواهد مستفيضة، عن: عبد الله بن مسعود، وأبى عزة الهذلى، وعروة بن مضرس، وجندب بن عبد الله البجلى.
قلت: ومطر بن عكامس؛ إذا ثبتت صحبته، فعداده فى الوحدان، لم يرو عنه إلا أبو إسحاق السبيعى.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث العاشر: حديث قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابى
¥