فقد رأيت سؤال أحد الإخوة في الملتقى عن رواية تنسب للنَّبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وهي ما روي عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّه قال ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا مَنْ عَدَلَ عَنْ هَذَا))
وقد بيَّن له أخي وشيخي عبد الرحمن الفقيه حفظه الله بتاريخ (29/ 5/1425هـ) خطأ الرِّواية وأنَّها من قول أحد الخوارج الذين خرجوا على عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
فأحببت أن أرتِّب التَّخريج والعزو حتَّى يظهر الخلل لمن أراد الفائدة إن شاء الله
فأقول مستعينا بالله تعالى:
• أخرج الإمام سعيد بن منصور في سُنَنِه (1/ 333/2935) (الأعظمي) قال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: بَعَثَنَا عُثْمَانُ فِي خَمْسِينَ رَاكِبًا، وَأَمِيرُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى ذِي خَشَبٍ اسْتَقْبَلَنَا رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ مُصْحَفٌ، مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا - يَعْنِي السَّيْفَ - عَلَى مَا فِي هَذَا.
فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: اجْلِسْ فَنَحْنُ قَدْ ضَرَبْنَا بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا قَبْلَكَ أَوْ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى رَجَعُوا
قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ وَجَدُوا كِتَابًا إِلَى ابْنِ سَعْدٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
• وتابعه [أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ]
أخرجها ابن شبَّة النميري في أخبار المدينة (1/ 1134) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ... به
• وتابعه [إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بَشَّارٍ]
أخرجها ابن أبي خيثمة في تاريخه (السفر الثاني: 1/ 536) قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا ابْنُ عُيَيْنَة ... به
• وتابعه [إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ]
أخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 436) قال: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... به
• وتابعه [إسماعيل بن موسى الفزاري]
أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 322) قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا عمر بن محمد بن علي بن الزيات نا أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرز نا إسماعيل بن موسى الفزاري نا سفيان بن عيينة ... به
كل هؤلاء رووها على الجادَّة، وبينوا أن قائل العبارة هو الخارجي.
• وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق الرِّواية (52/ 279) من طريقين عن أبي عبيد البسري عن سعيد بن منصور صاحب السنن رحمه الله ...
لكن الرِّواية وقع فيها وهم من أحد الرُّواة فجعل قول الخارجي حديثا مرويا عن جابر بن عبد الله عن النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم.
قال ابن عساكر رحمه الله:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبانا أبو بكر ابن المقرىء أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي حدثنا أبو عبيد التستري محمد بن حاتم حدثنا سعيد بن منصور المكي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: رأيت جابر بن عبد الله وبيده السيف والمصحف وهو يقول: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا من خالف ما في هَذَا)). كذا قال وصوابة: محمد بن حسان البسري
كذلك قرأته على أبي محمد بن حمزة عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي حدثنا إبراهيم بن مروان حدثنا أبو عبيد البسري هو محمد بن حسان الزاهد حدثني سعيد فذكر بإسناده مثله. اهـ
• والبحث عن المخطئ ليس مقصدي من هَذِهِ الكلمات، بل القصد ترتيب التخريج وتبيين موقع الوهم
هَذَا ما أحببت بيانه بصورة مختصرة لأن المقام لا يحتمل التَّطويل.
والله أعلم وأحكم
خالد بن عمر الفقيه
12/ 8/1431 هـ
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - 07 - 10, 10:45 م]ـ
بوركتم جميعا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 08 - 10, 07:36 م]ـ
بوركتم جميعا
وَبُوْرِكْتَ وَسُدِّدْتَ