إِلَى بَيْتِهِ، رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا، أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[7] قال فى ((كتاب اللباس)) (5870): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[8] قال فى ((كتاب الأدب)) (6072): وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.
فهذا اثنان وثلاثون حديثاً، هى جملة أحاديثه المصرَّح بسماعه إيَّاها من أنس فى ((صحيح إمام المحدثين))، قد تجاوزت ما ذكر الإمام أبو زكريا يحيى بن معين أنه اقتصر على سماع أربعة وعشرين حديثاً فقط!.
ولربما وقفتَ على مزية ((صحيح إمام المحدثين)) فى هذا الصدد، إذا علمت أن أبا الحسين مسلم بن الحجاج قد اقتصر فى ((صحيحه)) على ذكر ثلاثة مواضع لسماع حميد من أنس، ولم يزد.
وهاك مواضع سماع حميد من أنس فى ((صحيح مسلم))
[1] قال فى ((كتاب الصيام)) (1118): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: خَرَجْتُ فَصُمْتُ، فَقَالُوا لِي: أَعِدْ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَنَسًا أَخْبَرَنِي: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يُسَافِرُونَ، فَلا يَعِيبُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ.
[2] قال فى ((كتاب الحج)) (1251): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَقَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ وَحُمَيْدٍ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَسًا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا، لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا.
[3] قال فى ((كتاب المساقاة)) (1577): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا لَنَا حَجَّامًا، فَحَجَمَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ، وَكَلَّمَ فِيهِ، فَخُفِّفَ عَنْ ضَرِيبَتِهِ.
فهذه جملة الأحاديث المصرَّح فيها بسماع حميدٍ الطويل من أنس فى ((الصحيحين)): 35 خمسة وثلاثون حديثاً، منها 32 اثنان وثلاثون حديثاً فى ((صحيح البخارى))، و 3 ثلاثة أحاديث فى ((صحيح مسلم))، تنبئك عن اعتناء إمام المحدثين بتحرى مواضع سماع المدلسين للأخبار، تأكيداً لصحة أحاديثهم ومروياتهم.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:00 ص]ـ
شكرا للشيخ ويبدو يا شيخنا انه لا يجوز لطالب العلم ان يقول انهيت البخارى دراسة الا بعد ان
يقوم بعمل فهرسة لرواته ومروياتهم