تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ».

قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَلا أَعْلَمْهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْحَدِيثِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقِ.

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ _ يَعْنِى عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ حِمِّصَةَ الْحَرَّانِيَّ (1) _: أَنَا حَضَرْتُ رَجْلاً فِي الْمَجْلِسِ، وَقَدْ زَعَقَ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَمَاتَ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ.

قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَهُ الإِمَامُ الْحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ؛ مِنْ أَحْسَنِ أَحَادِيثِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَصَحِّهَا وَأَرْوَعِهَا.

وَالْحَدِيثُ لَهُمْ، وَسَائِرُ أَهْلِ الأَمْصَارِ يَرْوُونَهُ عَنْهُمُ. وَهُوَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إِلَي أَبِي الْقَاسِمِ الْكِنَانِيِّ مِصْرِيٌّ خَالِصٌ، رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ ثِقَاتٌ عُدُولٌ، وَهُوَ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، إِلاَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ: عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِريُّ. وهو عَامِرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَشِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَرِيعٍ الْمَعَافِرِيُّ، الشَّرْعَبِيُّ أبُو خُنَيْسٍ الْمِصْرِيُّ، ثِقَةٌ مُقِلٌّ مِنْ صِغَارِ تَابِعِي الْمِصْرِيِّينَ. قَالَ أبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» (7/ 249)، وَصَحَّحَ حَدِيثَهُ.

وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَقَالَ أبُو سَعِيدٍ ابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ.

وَرَوَاهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَلَكِنَّهُ عَنِ اللَّيْثِ أَشْهَرُ، فَقَدْ أَقَامَ مَتْنَهُ، وَجَوَّدَ أَلْفاظَهُ، وَأَتْقَنَ سِيَاقَتَهُ، وَأَمَّا ابْنُ لَهِيعَةَ، فَفَى سِيَاقِ حَدِيثِهِ مَا يُنْكَرُ، فَكَأَنَّهُ كَانَ يَرْوِيهِ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ. وَالْمُعْتَمَدُ فِي صِحَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْحُجَّةِ الثَّبْتِ الثِّقَةِ: اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْفَهْمِيِّ.

وَإِنْ شِئْتَ، فَقَارِنْ بَيْنَ رِوَايَتِهِ الآنِفَةِ الذِّكْرِ، وَبَيْنَ مَا أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 221) قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ، فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ، إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لا تَعْجَلُوا لا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ».

لا شَكَّ أَنَّكَ وَاجِدٌ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ بَوْنَاً شَاسِعَاً، يُنْبِئُكَ عَنْ إِتْقَانِ وَضَبْطِ وَحِفْظِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَدْ جَوَّدَهُ، وَضَبَطَهُ، وَأَتْقَنَ سِيَاقَتَهُ، وَأَبْدَعَ ابْنُ لَهِيعَةَ شَيْئَاً مِنْ وَهْمِهِ الَّذِى خَانَهُ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ وَسُوءِ حِفْظِهِ، فَجَاءَ بِهَذِهِ الْمَعَانِي الْمُنْكَرَةِ «يُوضَعُ الرجلُ فِي كِفَّةٍ» و «توضَعُ _ يَعْنِى الْبِطَاقَةَ _ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ» و «حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ»!!؛ عَلَى خِلافِ الْمَحْفُوظِ وَالثَّابِتِ مِنْ مَعَانِي الْحَدِيثِ وَأَلْفَاظِهِ، كَمَا أَتْقَنَهُ إِمَامُ حُفَّاظِ أَهْلِ مِصْرَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير