تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول حكم اللعب بالحمام]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 03:09 ص]ـ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.

أما بعد،،،

فقد رفع لي سؤالاً عن حكم اللعب بالحمام، فوجدت أحاديث الباب واهية سوى حديث: " شيطان يتبع شيطانة "، كما قال ابن القيم: " أرفع شيء جاء فيها أنه رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".

الحديث رواه أحمد في " مسنده " (2/ 345 / 8524)، وابن أبي شيبة في " مسنده " – كما في " مصباح الزجاجة " (4/ 124) –، والبخاري في " الأدب المفرد " (1300)، وأبوداود في " سننه " (4/ 285 4940)، وابن ماجه في " سننه " (2/ 1238 / 3765)، وابن حبان في " صحيحه " (13/ 183 / 5874 – إحسان)، وابن عدي في " الكامل " (2/ 264)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 19 و 213).

من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".

قال البيهقي: " خالفه شريك فيما روي عنه، فقال: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة – رضي الله عنها –، وحديث حماد أصح ".

قلت: المخالفة التي أشار إليها البيهقي، رواها ابن ماجه في " سننه " (3764)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (5/ 242 / 5206)، وابن عدي في " الكامل " (4/ 13).

وقد خالفهما يحيى بن سعيد القطان فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، مرسلاً.

أخرجه مسدد في " مسنده "، كما في " مصباح الزجاجة " (4/ 124).

قلت: ويحيى بن سعيد أوثقهما، ولكن الأقرب أن يتحمّل ذلك محمد بن عمرو نفسه، وقد قال ابن أبي خيثمة: " سئل ابن معين عن محمد بن عمرو، فقال: مازال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ فقال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة ".

ثم وقفت على متابع لحماد بن سلمة، فقد رواه ابن عدي من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يتبع طيراً، فقال: " شيطان يتبع شيطاناً ".

فقول أحد الأفاضل: " فيكون حماد بن سلمة شاذاً "، متعقب.

وللحديث شاهدان: من حديث عثمان بن عفان، حديث أنس بن مالك – رضي الله عنهما –.

أولاً: حديث عثمان بن عفان.

رواه ابن ماجه (3766) حدثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، ثنا ابن جريج، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلاً وراء حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".

قال البوصيري: " هذا إسناد رجاله ثقات، وهو منقطع؛ الحسن لم يسمع من عثمان شيئاً، إنما رأى رواته، قاله أبوزرعة ".

قلت: يحيى بن سليم الطائفي فيه ضعف لا يحتمل معه تفرده.

وابن جريج مدلس، ولم يصرح بالسماع.

ثانياً: حديث أنس بن مالك.

رواه ابن ماجه (3767) حدثنا أبونصر محمد بن خلف العسقلاني، ثنا رواد بن الجراح، ثنا أبوساعد الساعدي، عن أنس بن مالك، قال: رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يتبع حماماً، فقال: " شيطان يتبع شيطاناً ".

قال البوصيري: " هذا إسناد ضعيف؛ أبوسعيد مجهول، ورواد بن الجراح مختلف فيه ".

قلت: رواد هذا أعدل الأقوال فيه قول أبي حاتم فقد قال: " تغير حفظه في آخر عمره، وكان محله الصدق ".

فهذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، فالحديث ضعيف، والله أعلم.

ولكن ورد عن السلف كراهة ذلك فروى البيهقي بسند حسن عن أسامة بن زيد قال: " شهدت عمر بن عبد العزيز يأمر الحمام الطيارات فيذبحن، وتترك المقصصات ".

وقال إبراهيم النخعي: " من لعب بالحمام الطيارة؛ لم يمت حتى يذوق طعم الفقر ".

رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي "، كذا وجدت في بعض أوراقي ولم أنقل سنده، والكتاب لا تطوله يدي الآن، ثم وقفت عليه عند ابن الجوزي في " الحدائق " (2/ 506) معلقاً، وذكر المحقق! أنه عند ابن أبي الدنيا (ص 116) ولم ينقل السند أيضاً.

وقد عده الكثير من العلماء من قوادح المرؤة، ذكر الكثير منهم الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان في " المرؤة وخوارمها " (ص 156، 157).

قلت: لو صح الحديث؛ لكان دليلاً على التحريم، ولكنه لم يصح، فالأقرب عندي الحكم بالكراهة؛ لما ورد عن السلف في ذلك، وأذكر أن الوارد السلف في كراهية ذلك كثير، ولكن لا أذكر مواضعه الآن.

وأنتظر تعليقات إخواني، على ما سطرته، والحمد لله رب العالمين.

وكتب

محمد بن عبده آل محمد

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 03:25 ص]ـ

أماوأذكر أن الوارد السلف في كراهية ذلك كثير، ولكن لا أذكر مواضعه الآن.

وقد وقفت على أثر لعثمان بن عفان في ذلك، فقد قال الحسن: " شهدت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام ".

رواه عبدالله بن أحمد في " زوائد المسند " (1/ 72)، والبخاري في " الأدب المفرد " (1302) والذهبي في " السير " (10/ 317)، من طرق عن مبارك بن فضالة، ثنا الحسن، به.

قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 42): " رواه أحمد، وإسناده حسن، إلا أن مبارك بن فضالة مدلس ".

قلت: لم يروه أحمد بل الذي رواه ابنه، ثم إن مبارك صرّح بالسماع فانتفت علة التدليس، فهذا الإسناد حسن، وقد توبع مبارك بن فضالة عليه، فتابعه:

1 - يونس بن عبيد: رواه معمر بن راشد في " الجامع " (11/ 3 – مصنف عبدالرزاق)، وابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 263)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (6/ 7).

2 - يوسف بن عبدة: رواه البخاري في " الأدب المفرد " (1301)، وإسناده ضعيف؛ يوسف هذا لين الحديث.

فالأثر صحيح، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير