تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسِماعة من طبقة شيوخ الثوري، فهو على هذا من أتباع التابعين، لذا قال ابن حجر عن إسناد هذا الحديث، مرسل أو مُعضل،ومثله لا تُقبل منه روايته لأحداثٍ في عهد النبوة كما الحال هنا، فالحديث معضلٌ، والمعضل ضعيف جداً.

أما حديث راشد بن سعد فأخرجه حميد بن زنجويه في كتاب ((الأموال)):2/ 420 رقم (1016)، وزاد بعد قوله: وحرثها وأنباطها، وبقرها: وإسناده ضعيفٌ جداً، فيه الهيثم بن عدي،وهو متروك، وأخرجه كذلك ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)):11/ 68, والهيثم بن عدي كذبَّه غير واحد من العلماء، فقد ذكر الذهبي في ((ميزان الاعتدال)):7/ 111،عن البخاري أنَّه قال: ليس بثقة كان يكذب، ومثل هذا الققول عن ابن معين، وقال أبو داود: كذاب، وقال النَّسائي وغيره: متروك الحديث، فهذا إسنادٌ لا يُفرح به.

ثمَّ إنَّ راشد بن سعد يترجَّح عندي عدم سماعه، بل عدم إدراكه لتميم، إذ إنَّ تميماً مات سنة أربعين ـ على الراجح ـ في فلسطين، وراشد بن سعد حمصيٌّ من أهل الشام مات سنة 108هـ، وقيل: سنة 113هـ (انظر ابن حجر ـ تقريب التهذيب: 1/ 240)، وعلى هذا فيكون الفرق بين وفاتيهما ما بين 68 إلى 73عاماً، وراشد مع ذلك مشهور بكثرة الإرسال كما ذكر ابن حجر، وقد نقل ابن أبي حاتم (المراسيل: 55) عن أحمد بن حنبل أنَّه قال: ((راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان))، واحتمال سماع راشد من ثوبان أقوى من احتمال سماعه من تميم، لأنَّهما أي راشد وثوبان شاميان، وثوبان مات بعد تميم بأربعة عشر عاماً، إضافة إلى أنَّ المِزّي في ((تهذيب الكمال)): 1/ 168 لم يذكر راشد في جملة الرواة عن تميم، ولم يذكر تميماً في جملة شيوخ راشد (انظر: تهذيب الكمال: 1/ 398) مع أنَّ ذكر من روى عن تميم ولو لم يثبت كمحمد بن سيرين، وذكر في ترجمة راشد شيوخه الذين شك في سماعه منهم كثوبان، لهذا كله أرى أنَّ راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان.

أما حديث عكرمة فقد أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب ((الأموال)): 288 رقم (682)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 66، وفيه عدّة علل؛ إذ إنَّه أولاً مرسلٌ، حيث إنَّه من رواية عكرمة، وعكرمة من التَّابعين، فروايته لحادثة في عهد النبي r دون أن يُسندها لأحد الصحابة يجعلها مرسلة، ثمَّ إنَّ في السَّند انقطاعاًَ بين عكرمة وابن جريج، إذ إنَّ ابن جريج لم يسمع من عكرمة كما ذكر ذلك غير واحدٍ منهم: علي بن المديني حيث قال في ((العلل)) عند ذكره لأصحاب ابن عباس: سمع ابن جريج من طاووس ومجاهد، ولم يلق منهم؛ جابر بن زيد، ولا عكرمة، ولا سعيد بن جبير.

ففي الحديث إذاً انقطاع وإرسال، وهذا كفيل بتضعيف هذا السند وطرح الثقة به، دون الحاجة للنَّظر في مراتب رجال الحديث، ومع ذلك فالحديث من حيث المتن منكرٌ، إذ إنَّه سمَّى البلدة ((بيت لحم)).

أما حديث أبي هندٍ فقد أخرجه الطَّبراني في ((المعجم الكبير)): 22/ 264، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)): 5/ 11 رقم (2548) باختلاف يسير، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)):، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 64، وفيه قال سعيد بن زيَّاد بن فائد بن زياد بن أبي هند: حدثني زيَّاد بن فائد، عن أبيه فائد بن زياد، عن جدِّه زياد بن أبي هندٍ، عن أبي هندٍ.

وهذا إسنادٌ غاية في الضَّعف، كما بيَّن ابن حجر ذلك كما ستراه أثناء التحقيق، وبيانه أنَّ ابن حبان حكم على أحاديثه بالبطلان، وبين أقوال العلماء فيه، كما بيَّن نكارة المتن، ومخالفته للمعروف عند أهل التواريخ والسير، وبالإضافة إلى ماسطَّره ابن حجر عن حال هذا الإسناد ورواته فإنَّ سعيداً هذا ذُكر ضمن الوضاعين كما عند سيط العجمي (الكشف الحثيث: 124)، وقال ابن حبان عن رواية سعيد هذا: فلا أدري البلية فيه منه أو من أبيه أو من جده، لأن أباه وجده لايعرف لهما رواية.

فآفة الحديث ليس سعيداً فحسب، بل أبوه وجده أيضاً، بالإضافة إلى نكارة المتن أيضاً، وقد أخطأ الهيثمي فقلب الاسم وقال: فيه زياد بن سعيد وهو متروك، والصواب؛ سعيد بن زياد كما مرَّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير