تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره عند نقله لما أثر في تفسير قول الله تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر}:

(حدثني علي قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.

قوله تعالى (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) نفي و النفي و النهي على الصحيح عند الأصوليين يلزم أضداده فقوله (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) يقتضي أن الله تعالى يرضى الإيمان لأن الإيمان ليس فقط ضد للكفر بل هو نقيض له و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان فلا ضرورة أن نفهم أن معنى هذه الآية أن الله تعالى يرضى لعباده الإيمان و الرضا بالإيمان لا يختلف فيها أهل السنة و الجماعة مع أهل البدع ممن أثبت الرضا حتى في الكفر.

فرق كبير بين قولك أن الله تعالى يرضى الكفر و بين قولك أن الله لا يرضى الكفر لذا لم ترد آية واحدة أو حديث صحيح أن الله تعالى يرضى الكفر أو الفساد أو الشر.

قال تعالى {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} الجن10.

و قوله {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} الفتح11

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزمر38

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس82 و هذه الآية لما عمت الكفر و الإيمان و الخير و الشر جاءت بلفظ الإرادة و لم تأت بلفظ الرضا.

{قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً} الأحزاب17

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} الرعد1

و للحديث بقية إن شاء الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير