تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 08 - 04, 05:10 ص]ـ

الحمد لله الذى إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ. والصلاة والسلام على المخصوص بالسيادة والشرف المصون. والمنزل عليه وحياً فى الكتاب المكنون. ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)). وعلى آله وصحبه المصدقين له والمؤمنين به وبالآخرة هم يوقنون. ((أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). وبعد ..

وشبيه بهذا، ما يفترونه من سماع النبى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخضر، وبعثه أنس يسأله أن يدعو له ولأمته. وهذا من أبشع الكذب والافتراء والجهل بمقام سيد المرسلين صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومما أوردوا فيه من الواهيات الموضوعات حديثين:

[الأول] حديث أنس بن مالك، وله ثلاث طرق

[الطريق الأولى] قال أبو الحسين بن المنادي كما فى ((الزهر النضر فى نبأ الخضر)) (ص40): أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام المنبجي حدثهم قال حدثنا وضاح بن عباد الكوفي حدثنا عاصم بن سليمان الأحول حدثني أنس بن مالك قال: ((خرجت ليلة من الليالي، أحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطهور، فسمع مناديا ينادي، فقال لي: يا أنس صه، قال: فسكت، فاستمع، فإذا هو يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها، فكأن الرجل لقن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس ضع الطهور، وائت هذا المنادي، فقل له: ادع لرسول الله أن يعينه الله على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، قال: فأتيته، فقلت: رحمك الله! اِدْعُ الله لِرَسُولِ الله أن يُعِيْنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ، واِدْعُ لأمَّتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ، فقال لي: ومَنْ أرسلكَ؟، فكرهتُ أن أخبره ولم استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: رحمك الله! ما يضرك من أرسلني، ادع بما قلت لك، فقال: لا أو تخبرني بمن أرسلك، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله! أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلنى، فقال: ارجع إليه، فقل له: أنا رسول رسول الله، فرجعت إليه، فقلت له، فقال لي: مرحبا برسول الله رسول الله، أنا كنت أحق ان آتيه، اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام، وقال له: يا رسول الله الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة الله، ويقول لك: يا رسول الله إن الله فضَّلك على النبيِّين كما فضَّل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضَّل أمَّتك على الأمم كما فضَّل يوم الجمعة على سائر الأيام، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهمَّ اجعلني من هذه الأمَّة المرشدة المرحومة، المتوب عليها)).

وأخرجه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 194) تعليقاً عن ابن المنادى به مثله.

وأخرجه الطبراني ((الأوسط)) (3071) عن بشر بن علي بن بشر العجلى، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (16/ 423:422) عن محمد بن الفضل بن جابر، كلاهما عن محمد بن سلام المنبجى بنحو حديث ابن النضر العسكرى.

وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن أنس إلا عاصم، ولا عنه إلا وضاح، تفرد به محمد بن سلام)).

وقال أبو الحسين بن المنادى: ((هذا حديث واهٍ بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد سقيم المتن، ولم يراسل الخضر نبَّينا صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه)).

قلت: صدق أبو الحسين. ما أسمجَه وأبردَه من خبرٍ!، كيف جهل واضعُه مقامَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكرامتَه على ربِّه، ولم يستحيى منه حتى تجرأ عليه، فوضع على لسانه هذا المقال ((اِدْعُ الله لِرَسُولِ الله أن يُعِيْنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ، واِدْعُ لأمَّتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ))!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير