[ما هو قول ابن معين في ذلك]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 12:47 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد ...
فما هو قول ابن معين في العمل بالضعيف في الفضائل والترغيب، فقد نسب إليه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " - كما في " قواعد التحديث " (ص 113) - عدم العمل به مطلقاً، ونسب إليه السخاوي في " فتح المغيث " (1/ 332) خلافه؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 08 - 04, 04:22 م]ـ
لعل الصواب ـ والله أعلم ـ مع السخاوي
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي 1/ 71 - 72 في بحثه لمسألة: حكم الرواية عن الضعفاء في غير الأحكام الشرعية، والأمور العلمية .. :
قال: فقد رخص كثير من الأئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها (عن الضعفاء) منهم ابن مهدي، وأحمد بن حنبل ..
وقال ابن معين في موسى بن عبيدة: يكتب من حديثه الرقاق.اهـ
قلتُ: فهم منه العلامة ابن رجب أنه يقبل في ذلك، دون الأحكام .. ومما يشهد لصحة فهم ابن رجب هذه النقول:
قال الدوري في التاريخ (1210): سمعت يحيى يقول: موسى بن عبيدة لا يحتج بحديثه.
وقال الدارمي في سؤالاته (732): قلت موسى بن عبيدة؟ فقال ضعيف،
ومثله في رواية أبي خالد الدقاق رقم (77).
و في تاريخ أبي سعيد الطبراني عن يحيى بن معين رقم (34) وسمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن عبيدة ضعيف الحديث.
ومثله في رواية أحمد بن محمد ابن محرز رقم (172).
ومثلها عند ابن الجنيد رقم (449): إلا أنه قال ابن الجنيد: ليس بمتروك.
وعند ابن محرز رقم (178) قال: ليس هو بذاك القوي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 08 - 04, 04:25 م]ـ
وفي شرح العلل أيضا تحت في البحث نفسه 1/ 372:
وقال ابن معين في زياد البكائي لا بأس به في المغازي وأما في غيرها فلا. اهـ
قلتُ وهذه نقول تؤيد ما ذكره ابن رجب رحمه الله:
وقال الدوري (1331): سمعت يحيى يقول: زياد البكائي ليس بشيء، وقد كتبت عنه المغازي.
وقال الدارمي (348): وسألته عن البكائي ـ أعني زيادا ـ؟ فقال: لا بأس به في المغازي، وأما في غيره فلا.
وقال يحيى في رواية ابن محرز (186): في حديثه ضعف.
وقال ابن الجنيد (867): سئل يحيى، وأنا أسمع عن زياد البكائي؟ فقال: ليس به بأس في المغازي. قلتُ ليحيى: فما روى غير المغازي؟ قال: لا يرغبون في حديثه، ثم قال لي يحيى قال لي عبد الله بن إدريس: باع زياد بن عبد الله البكائي شقصا من داره وكتبها ـ يعني كتب ابن إسحاق ـ قلتُ ليحيى كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم.
قال يحيى: كان إبراهيم بن سعد يقول: يحدث هؤلاء النبط بمعايب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني البكائي ـ.
قال يحيى: كان يقرؤها على رءوس الناس ما يدع منها شيئا. وذكره مختصرا (557).
قلتُ: هذان مثالان لتفريق الإمام يحيى بين المغازي والرقاق عن الأحكام .. ، ولعل من يتتبع كلامه يجد غيرهما.
وإن كان قد يقال في كلامه على زياد البكائي وقبوله في المغازي إنما هو لأمر آخر، وهو:
اختصاصه بابن إسحاق، وعنايته بالمغازي وضبطه لها. والله أعلم.